٭ الكورة (أقوان) جملة مختصرة تلخص فكرة الانتصارات في كرة القدم، وتحتاج إلى إضافة بسيطة .. وهي حماية المرمى .. ففلسفة كرة القدم تقوم علي قدرتك علي إحراز الاهداف، وفي نفس الوقت قدرتك علي حماية مرماك ! وعليه فإن أهم خانتين في الكرة هما خانة المهاجم الذي يستطيع إحراز الأهداف وحارس المرمى الذي يستطيع صد الأهداف .. بالتاكيد لا نستطيع أن نلغي دور بقية اللاعبين لأن كرة القدم تقوم على الجماعية، ولكننا نتحدث عن التميز أو الخانات الحساسة كما يقولون .. ٭ ويكاد يكون هناك شبه اجماع من خبراء الكرة بأن الفريق الذي يملك حارس مرمى جيد يكون دوماً هو المرشح الأبرز لإحراز البطولات .. ٭ نتحدث دوما بأن الهلال وبعد سنوات طوال من البناء وصل الى قمة مستواه في عام 2007م وكان أفضل فريق في القارة الأفريقية، ولكنه لم يتوج باللقب الذي كان قريباً جداً منه.. ٭ نعم تعددت الأسباب في عدم التتويج ولكن عدم وجود حارس متميز كان أحد أهم الأسباب .. بجانب غياب الحارس المعز محجوب وهو الحارس الأساسي عن مباراة النجم الساحلي مع كل التقدير للمجهود الكبير الذي بذله الحارس أبو بكر الشريف .. وقبل تسجيل الثلاثي المعز وأبو بكر ومحمد آدم عاني الهلال معاناة شديدة في حراسة المرمى، الأمر الذي جعله يندفع نحو تسجيل الحراس، ففاز بأفضل ثلاثة حراس في الساحة في ذلك الوقت، بعد أن ذاق مرارة الخروج الأفريقي بسبب ضعف حارسه الشاب «بهاء الدين» والذي تسبب في هزيمة الهلال أمام المحلة برباعية.. بعد أن كان متقدماً بهدفين قبل نهاية الشوط الأول بقليل، وبالتاكيد هو لا يتحمل المسؤولية كاملة.. ولكن ولجت إلى شباكه أهداف سهلة .. ٭ لا نذهب بعيداً عن الحقيقة إذا قلنا إن أكثر ما يميز الهلال هذا الموسم هو وجود حارس عملاق استطاع أن يقود الفريق في مواقف صعبة إلى بر الأمان، وهو الكاميروني مكسيم .. حساسية هذه الخانة تجعل من خطأ بسيط سبباً في ضياع بطولة أو خروج مبكر للنادي .. والغريب أن أبرز الأمثلة في الوقت الراهن كانت من حارس عملاق هو عصام الحضري الذي تسبب في خروج المريخ من البطولة الأفريقية وسيكافا، ولكن الحضري جاء للمريخ في نهاية عمره الكروي .. كما تسبب حارس الهلال المعز محجوب في سنواته الأخيرة في خروج الهلال كثيراً من المسابقات الأفريقية خصوصاً في المراحل المتقدمة، دون أن ننكر المستوى المتميز الذي قدمه المعز في مواسمه الأولى مع الهلال .. ٭ في هذا الموسم مر الهلال بلحظات عصيبة بسبب الإصابات وتبديل الأجهزة الفنية وعدم نجاح التسجيلات بشكل عام، ورغم ذلك يتصدر الهلال الدوري الممتاز ويقترب من نصف نهائي دوري الأبطال .. الأسباب كثيرة طبعاً ولكن يأتي في مقدمتها هذا الحارس العملاق والذي يعطينا العديد من الدروس بهذا التألق، أهمها درس التسجيلات .. ٭ فتسجيل عدد كبير من اللاعبين لا يعني نجاحها، بل بالعكس فقد أكدت التجربة أن التسجيلات كلما كانت بسيطة - خصوصاً في اللاعبين الأجانب - تكون أكثر نجاحاً، وكلما كان العدد كبيراً تكون أقرب للفشل . ٭ درس مكسيم الأساسي يدعم الفكرة الأولى للبروف كمال شداد الذي حصر اللاعبين الأجانب في ثلاثة فقط.. مقدما عصارة خبرته في هذه الناحية ليتم اختيار اللاعبين الأجانب بدقة متناهية، ويكون النادي قادراً على الإيفاء بالتزاماته المادية .. ٭ نجاح مكسيم يعطينا مرة أخرى الضوء الأخضر لتسجيل عدد بسيط جداً من الأجانب باختيار عال جداً .. ولنطرح سؤالاً .. ماذا لو ركز الهلال علي تسجيل مهاجم أجنبي واحد فقط لا غير مع مكسيم، وبمبلغ يساوي مبلغ كل اللاعبين الذين تم تسجيلهم هذا الموسم.. ألم يكن أفضل للهلال من كل هذا الجيش الجرار الذي تم تسجيله .. مهاجم وحارس مرمي متميزان ولاعب ثالث في الوسط أو قلب دفاع .. ثلاثة أجانب كما تقول لائحة التسجيلات وكفى .. ٭ الآن لدينا حارس، ومن حسن الحظ أنه مجنس .. أمام مجلس الهلال بقيادة الكاردينال فرصة أخرى لتصحيح الأخطاء بتسجيل ثلاثة أجانب متميزين في الموسم القادم .. وإذا كانت هناك أي مشكلة مادية في اختيار لاعبين على مستوى عال بتكلفة عالية، فيمكن أن يتقلص العدد للاعبين فقط .. ٭ خذوا درس مكسيم واستفيدوا أيضا من تجربة السنين ..