أنا لا أدعو إلى غير الصراط المستقيم أنا لا أهجو سوى كل عتل زنيم وأنا أرفض أن تصبح أرض الله غاية وأرى فيها أشراراً تتمطى وسط جنات النعيم وضعاف الخلق في قصر الجحيم أحمد مطر.. ٭ واليوم تشتعل سماء الوطن بخيوط البروق.. لا نعرف إن كانت برقاً «قبلياً» يعقبه تهاطل وابل المطر.. أو برقاً خلباً كاذباً مخادعاً.. مخاتلاً.. والبرق كانت سحبه من قاعة مجلس الوزراء وهو يجيز مشروع قانون مفوضية الفساد.. ٭ اليوم يا أحبة لا حرف واحد من هذا القانون.. فقط نأمل أن يكون سيفاً مهنداً يمانياً أشد مضاءً من سيف «عنترة العبسي» نتمنى أن لا يسجد ذاك السيف كسيراً على صدور المفسدين.. ثم كلمة أخرى.. لكل الذين يرغون ويزبدون عندما يتحدث الناس عن الفساد.. «يهيجون» ويزرعون الفضاء صخباً رافضين في غرور الحديث عن فساد تقترفه الأيدي المتوضئة.. وكأنما «الاخوان» هم ملائكة هبطوا من السماء.. ٭ دعواتنا أن يصطاد هذا القانون طيوراً من المفسدين حلقت وحطت على حدائق الوطن.. ٭ أما حديثي لاحبتي وأهلي وشعبي من فقراء وشرفاء هذا الشعب المدهش النبيل.. حديثي ووصيتي أن لا يتيأسوا ولا تستعجلوا ولا تغضبوا.. لأن حساباً عسيراً ورهيباً.. وهولاً وفزعاً وقصاصاً سوف يطال كل مفسد وكل مختلس.. كل «حرامي» كل سارق كل منتهك أرضاً وعرضاً.. ولكم أن تقولوا.. أين وأمام أي المحاكم تلك الناجزة العادلة الحاسمة.. ٭ المحكمة التي لا تحوم حولها مثقال ذرة من شك.. هي محكمة الهول الكبير.. هناك عندما يطوي الله الأرض.. هناك عندما تخرج الأرض أثقالها.. هناك عندما يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش.. نعم هو اليوم الذي لن يفلت فيه أحد.. هو اليوم الذي يقول الناس فيه وفي هلع ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة.. هذه هي المحكمة التي نأمل أن «تأخذ لنا حقنا» على داير المليم.. وأرضنا على داير «المتر». ٭ المحكمة الأخرى أو المحكمتان اللتان أنا بصددها هما محكمة «المرايا».. ومحكمة الأسرة وهيئة محلفيها هم الزوجة والأبناء.. نأتي أولاً إلى محكمة المرايا.. والمرايا أحبتي.. هي «المرايا المعروفة دي» يعني هي «المنضدة» هي محكمة أشد بأساً وأقسى أحكاماً من كل محاكم الأرض.. إنها أخطر من محكمة «نورنبيرج» التي انعقدت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي «بهدلت» النازي.. إنها أكثر جلالاً وردعاً وهيبة من محكمة «أولد بيللي» وقضاتها ذوي الشعر المستعار.. وقاعتها المهيبة وستائرها المسدلة القاتمة.. وصمت القبور الذي يلفها عند الانعقاد.. ووجوه القضاة تبدو وكأنها تماثيل.. قضاة لا يبتسمون ولا يغضبون.. ولا تبدو على تقاطيع وجوههم أي إشارة أو رسالة أو إيحاء.. محكمة حاكمت يوماً «أوسكار وايلد» وهنا مثل «أوسكار» كثيرون.. بكرة نتلاقى