يبدو أن تسارع وتيرة الأحداث السياسية داخل أروقة الأمة القومي ورؤيته السياسية التي صوبها نحو اتجاه حلحلة أزمات البلاد عن طريق الملتقى التحضيري كخطوة استباقية ظل الأمة ينادي بها الحكومة والمكونات السياسية الأخرى في ضرورة الالتفات نحو مشروعية نهجه الذي يسعى إليه نحو إقامة ملتقى تحضيري جامع لا يستثني أحداً يتوافق الكل حول مخرجاته يأتي كمرحلة تمهيدية قبل الجلوس لحوار الوثبة.. ولكن أن ترشح أنباء عن تبنيه لنهج جديد مخالف لما سبق في أن يكون الملتقى التحضيري مقصوراً على قوى إعلان باريس دون بقيه قوى نداء السودان أقرب وصف إليه أنه سوسة سياسية أخرى تنخر في ضرس المعارضة الملتهب كما يراه مراقبون. ٭ ليس إقصاء من جانبه أقر الأمة بضرورة أن يكون الملتقى التحضيري المدعى إليه من قبل مجلس الأمن والسلم الأفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس مقصوراً عليه والجبهة الثورية، وقال نائب رئيس الأمة القومي الفريق صديق محمد إسماعيل ل «آخر لحظة» إن الذي تم من قبلهم هو ليس إقصاءً للآخرين ولكنه واحد من مخرجات باريس، وأردف بأن الحوار التحضيري الذي سعوا إليه هو أيضاً من مخرجات لقاء باريس الذي تم بينهم والجبهة الثورية وبالتالي يجب أن يلتئم الملتقى التحضيري بقوى إعلان باريس والحكومة دون سواهم وبقية القوى السياسية يجب أن تلتقي لحوار بالداخل. ٭ صديق يؤذن في مالطة وفي غضون ذلك اعتبر الناطق للحزب الشيوعي يوسف حسين أن الأمة القومي أصابه مرض تضارب التصريحات وقال إن الموقف الرسمي للأمة «شيء وتصريحات صديق شيء آخر»، وأكد أن أصل الحكاية يكمن في أنه ونتيجة لمخرجات لقاء برلين تم تكليف الأمة القومي من قبل قوى نداء السودان للجلوس مع الحكومة بناء على الدعوة التي طرحها الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي ولكن الحكومة حينها كانت قد أبدت امتناعها عن القرار 539 الصادر من مجلس السلم والأمن الأفريقي، وهذا ما جعل الملتقى ينفض دون أن يعقد وأن ما ينادي إليه الأمة الآن من مقررات إقصائية بشأن الملتقى التحضيري، لم تصلنا خلاله مخاطبات رسمية من قبل مؤسسة الأمة في إقصائنا عن الملتقى التحضيري، وعليه نحن حيال ذلك لا نتعامل مع تصريحات أشخاص وإنما نتعامل مع المؤسسية. ٭ خسارة سياسية وفي السياق يرى عضو القطاع السياسي بالوطني د.ربيع عبد العاطي أن النهج الذي يسلكه الأمة القومي في إقصائه للآخرين من الملتقى التحضيري الذي ينادي إليه يعتبر مساءلة غريبة تدعو للدهشة حيال حزب ينادي بالديمقراطية، لأن يكون في مقدمة منتهكيها وهذا سيؤدي بالأمة إلى أن يفقد الاحترام السياسي من المكونات السياسية الأخرى وهي بلا شك خسارة سياسية كبيرة ستدفع به إلى أن يفقد بقاءه كحزب جماهيري مؤثر في الساحة. ٭ حديث غير مقبول ومن جانبه قال القيادي بالشعبي أحمد الوالي الشين إن الحديث الذي راج عن الأمة في رقصائه للآخرين هو حديث غير مقبول لديهم، وأضاف أنه من المفترض أن تشارك في هذا الحوار التحضيري كل المكونات السياسية طالما أنه حوار عن مصلحة الوطن وليس من حق أي شخص أو جهة أن تعمل من خلاله على إقصائها الآخرين. ٭ استهلاك إعلامي ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أن مناداة الأمة القومي لحوار تحضيري إقصائي سوف لن تكون له مقومات بالبقاء وهذا حديث للاستهلاك الإعلامي يريد من خلاله الأمة أن يرسل رسالة بأنه موجود في الساحة ولكن إن أراد ذلك، فعليه أن يستصحب الأحزاب التي بيدها الريموت كنترول على الحركات المسلحة.