حضرت خلال الاسبوع الماضي فعالية أكدت لي أن شرق السودان ودع الحرب بلارجعة، واتجه نحو التنمية بشكل كامل، ألا وهي احتفال صندوق إعمار الشرق بتوقيع عقود إنارة أكثر من 600 قرية وتدريب 3000 شاب وشابة تدريباً حرفياً على الميكانيكا والكهرباء بجانب الالمونيوم وغيرها من الحرف، ليعني ذلك أن الشباب لن يعملوا في مهنٍ هامشية وإنما في عمل مؤسس ومهنة واضحة وذات عائد.. الصندوق يبدو أنه فكر كيف يستثمر أمواله بشكل جيد لخدمة أهل شرق السودان، فبدلاً من يدرب الشباب على نفقته بشكل كامل استفاد من موارد الدولة ومؤسساتها، فلجأ الى الاتحاد الوطني للشباب السوداني الذي له برامج معنية بالتدريب، فوقَّع معه شراكة نصت على أن يدفع كل طرف نصف القيمة في التدريب ليتعهد الاتحاد بناء على الاتفاق بأن يدرب ويسلم كل متدرب شنطة حرفة مكتملة.. الاتحاد الوطني لم يمانع في أن تزداد فرص التدريب للشباب بولايات شرق السودان وحدد مهلة 6 اشهر فقط لاكمال البرنامج التدريبي، مما يعني أن الولايات الخمس سيكون فيها في غضون نصف العام 3000 شباب حرفي يمكنهم المشاركة فوراً وبشكل فاعل في مشاريع التنمية والإعمار التي يجري إنشاؤها في ولايات الشرق، ومع دخول الكهرباء التي تم توقيع عقوداتها في الاحتفال الذي شرفه النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح بقاعة الصداقة، سيزداد دخل العديد من الأسر وتفتح فرص عمل جديدة.. هذا المشروع أظهر بوضوح الحراك الفعلي للاتحاد الوطني للشباب السوداني ومؤسساته المعنية بالتمويل الأصغر وتشغيل الخريجين، فبعد أن كانت هذه المشروعات في السابق مجرد مشاريع تعلق في البوسترات والحوائط باتت الآن حقيقة واقعة، ولكم أن تتصوروا تدريب هذا العدد الكبير وماذا سينتج عنه من فائدة للمتدربين وأسرهم وولاياتهم، بل للسودان البلد الكبير الذي هو في أمس الحاجة للكوادر الوسيطة المؤهلة سعدت كثيراً عندما علمت أن اتحاد الشباب شرع في تقييم مشاريعه لعرف جدواها وفائدتها التي حققتها للناس ويختار المهن والبرامج التي تناسب كل منطقة وبيئة، ومن هذا ماقاله لي د شوقار بشار رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني إنهم بدوا في تدريب الشباب على ماكينات الايصال الالكتروني وكيفة إصلاحها، وكذلك على ماكينات كهرباء الدفع المقدم، ليعني ذلك أن الكثيرين سيودعون العطال وأن بيوتاً ستفتح وأفواهاً جائعة ستطعم.. لا يسعنا إلا أن نقول الى الامام واللهم زد وبارك لشبابنا.