لعلكم تذكرون جيداً تلك المآسي والأيام العصيبة التي عاشها سكان العاصمة في شهر رمضان المعظّم من قطوعات في المياه وفي التيار الكهربائي، وقد كان الناس مستغرقين في الأجواء الرمضانية بروحانياتها العالية لكن آهٍ من لكن، التي أضحت ملازمة لنا في حلنا وترحالنا، من أعذار واهية للهيئة العامة للكهرباء التي أنشأت لها خطاً ساخناً لتلقي شكاوى المواطنين لكن في الحقيقة خط ساخن لعذاب المواطنين إما بعدم الرد والتجاهل أو يجبرونك على سماع الرد إلإلكتروني قسرا على شاكلةً سوف يتم تسجيل المكالمة من أجل الجودة، عن أي جودة تتكلمون إذا كان هنالك محول واحد يقع بمربع «9» جبرة القديم جهجه كل مهندسي الكهرباء وجعلهم في حيرة من أمرهم. قبل يومين اتصل عليّ الأخ رئيس اللجنة الشعبية الأستاذ سمير مشكوراً يزف لي خبر المعالجة النهائية للمحول، وأنه أتى بثلاثة مهندسين من الرئاسة أصحاب خبرة عالية، في الحقيقة لم يكن الخبر بالنسبة لي مفرحاً لأنني أعلم علم اليقين أن المشكلة أكبر من الصيانة كثير جداً، بل إنها تحتاج لمحول ثان لأن «اللود» أو الحمولة أصبحت عالية بحكم تمدد المجمعات التجارية الضخمة على إمتداد الشارع العام التي يحتاج كل واحد منها لمحول خاص به.. لكني لم أفهم الرجل بهذا الكلام لعلمي التام بنشاطه.. وللأمانة منذ دخول هذا الرجل للجنة الشعبية كانت له لمسات واضحة ابتداء من الرقم الوطني وحتى اليوم يعمل بلا كلل ولا ملل، بل يتحمل بصدر رحب كل مشاكل الحي وآخرها كان يوم العيد والناس مع الأهل والجيران، لكن الأخ سمير قضى كل وقته بين المحول ومحطة كهرباء جبرة. ومن هنا أضم صوتي إلى الإخوة الذين أشادوا مسبقاً بالأداء المميز للأخ سمير الحلفاوي، وأهمس في أذن مسؤول اللجان الشعبية الصديق الأستاذ جعفر علي عبد الرحيم أن يوصل إلى السيد المعتمد عظيم إمتناننا وفخرنا بهذا الرجل الفريد. مشاكل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، وعموم المشاكل الخدمية هي ما يجب أن تكون لها أولوية لدى حكومات الولايات والحكومة المركزية، فالمواطن الذي صارت أسعار كل شيء تهرس لحمه وعظامه، وصارت حياته موزعة بين العمل والعمل ولا مكان له فيها لدقيقة استقرار مع الأسرة، لايجب أن يعاقب لأنه يعمل ويعمل ولايحظى بأية خدمة يدفع ثمنها مسبقاً مثل الماء والكهرباء التي تجبرك عقود الإذعان المبرمة على أن تدفع لقاء خدمة لا تفي لك بها شركات الكهرباء وهيئات المياه، لأعطاب وأعطال تخص سوء إدارة مشفوعة بإهمال واضح، فالشبكات تحتاج إلى صيانة دورية، إن كانت شبكات مياه أم كهرباء، ولقاء ذلك أظن أنهم يحصلون هذه الأموال شهرياً، وإلا أين تذهب كل هذه الأموال المحصلة. دافع الضرائب في كل العالم أو المواطن يحظى بخدمات حقيقية لقاء ما يدفعه للدولة، من مياه وكهرباء وأمن وتعليم، وغيرها، وهذه جزء من حقوقه على الوطن وحكومات بلاده، إلا في بلادنا يرحمها الله، فأنت تدفع وتدفع وتدفع، و..أيضاً تدفع، ثم ننتظر السراب.!