ولما تغيب عن الميعاد نفتش ليها في التاريخ وأسأل عنها الأجداد وأسال عنها المستقبل اللسع سنينو بعاد نفتش ليها في اللوحات محل الخاطر الماعاد وفي أحزان عيون الناس وفي الضل الوقف مازاد عمر الطيب الدوش.. ٭ ومازلنا في محطة العودة إلى الوطن.. ومازلنا عند وعد «الأخوان» وهم يرفعون الوعد على أسنة المصاحف.. بحروف لامعة ونرجو ألا تكون خادعة يكتبون «إصلاح الدولة» هو اعتراف ضمني ولكنه شامخ وشاهق بأن خراباً قد حدث بالدولة.. وإلا لما كانت محتاجة إلى إصلاح.. وهل تذهب «الساعة» إلى الساعاتي إلا إذا توقفت تماماً.. أو اختلت «شوكاتها» تماماً حتى احتاجت إلى إصلاح.. لا نريد تقليب المواجع.. ولا نكأ الجراح.. ولا العودة إلى التراشق بقذائف الاتهامات.. لا نريد أن نسأل ولكن من «خرب» الدولة؟.. نسرع ونركض بعيداً عن هذا السؤال الزلزال.. لنبدأ مع « الأخوان» إن كانوا صادقين في إصلاح الدولة. ٭ كان شوط مباراتنا على كأس إصلاح الدولة.. قد بدأ بقلم «العودة إلى الوطن» الذي كان يتلألأ ويضيء ويبهر في ستينات القرن الماضي.. عندما كان الوطن وطناً.. عندما كانت الخرطوم هي «زهرة المدائن» عندما كان «المقرن» محط أنظار ومعقل ادهاش العالم.. عندما كانت «صفارة» المخازن والمهمات توقظ كل الخرطوم حتى قبل أن يصيح الديك.. واليوم يا أحبة نصدر كلماتنا بكلمات الحبيب الصديق «الدوش» وهو «يفتش» للثورة وذاك نزف حبيبنا الدوش.. ما أمجد أيامك.. ما أبهى أيامك. ٭ ما أوسع أحلامك.. حبيبنا «الدوش» .. فقد كانت الحياة رفاه.. والوطن يضحك من بؤس العرب.. ويحزن ويتأسى لتخلف «أفريقيا» كان كل شيء «تمام.. التمام» قبلة الأحرار والثوار.. الوطن بالكامل مملوك لشعبه.. تموج الساحة بكل الألوان.. الرمادي اليميني المعتدل والموغل في الرجعية.. القومي بكل تعدد مذاقه.. الإسلامي الذي كان في حاله و «يمشي جنب الحيط» كل طموحاته وكل أمانيه أن يجد مقعداً واحداً في قبة البرلمان.. وعندما وجده وجلس عليه مولانا «صادق الكاوروي» كاد «الأخوان» أن يخرقوا الأرض ويبلغوا الجبال طولاً.. وكان اليسار بكل ألوانه.. المتفرعة من الأحمر.. وكان يمتلك بالكامل.. الأشعار والأوتار.. والمزمار .. كان طبيعياً يا الدوش أن يكون طموحك وأمنياتك أن «تناديها» و «عمر الدوش» في رحاب الله.. و «وردي» صعد إلى أعلى.. وبقيت «بناديها» ولكن من هي؟؟ هي الثورة يا أحباب اليوم يا عمر نحن لا ننادي الثورة نحن ننادي الوطن.. جين فوندا ترسم العودة إلى الوطن.. ونحن لا نريد العودة إلى الوطن.. بل أن يعود لنا الوطن.. فقد ضاع منا وانطوت في القلب حسرة. ٭ وعدنا «الأخوان» أن يعود الوطن لكل قاطنيه بكل ألوانهم ودياناتهم وثقافاتهم وحقوقهم وواجباتهم يعود لهم الوطن.. عبر إصلاح الدولة.. ونحن نرفع الأكف ضراعة.. ونقول سراً وجهراً «ياريت» .. «ياريت» لا نكتفي فقط بالدعاء ولكن على أتم أستعداد أن نساهم في عودة الوطن.. نعمل معهم كتفاً بكتف .. زنداً بزند.. يداً بيد.. وكل بألوان «فريقه» لا تداخل في الألوان مطلقاً.. لا تخلي عن الشعار أبداً.. لا ذوبان في وعاء جامع أبداً .. أبداً.. حتى نعود إلى تلك النقطة التي بدأ «الأخوان» منها الانطلاق.. بكره نبدأ