ظل ضيفنا يضع منذ سنوات طويلة بصماته على المشهد الثقافي خارج الوطن من خلال الملتقيات الأدبية والأمسيات الشعرية والبرامج العربية في تلفزيون المهجر في كندا، والولايات المتحدة، وحالياً إيرلندا. وكانت كلها بمثابة تظاهرات ذات إشعاع وطني وعربي.. بالإضافة إلى اسهاماته الصحفية المتمثلة في عدد من المقالات الصحفية في عدد الصحف والمجلات العربية.. طيب الأسماء أنتج ثلاث مجموعات شعرية كانت الأولى «سفر في مدائن العشق» عام 93 في المملكة العربية السعودية، وتحت الطبع حاليا «حديث اليقين» و«هكذا قلبي يغني». أنه وهو الشاعر والإعلامي الدكتور / كمال عبدالمحمود طيب الأسماء المقيم بكندا .. ٭ شعورك وأنت في الوطن؟ - إن حب الوطن شعور فطري يولد مع الإنسان ويجري في دمه، وينبض مع نبضات قلبه.. والسودان جميل بأهله وسماحتهم وكرمهم الذي يستبيك ويأسرك. ٭ كيف كانت المسيرة، وماذا تفعل حالياً؟ - غادرت السودان للدراسة في جامعة الإمام محمد بن سعود في المملكة العربية السعودية، وواصلت العمل هناك في مجال التعليم بوزارة المعارف السعودية والصحافة في جريدة الرياض. وفي منتصف التسعينيات هاجرت إلى كندا.. وتلقيت قسطاً من تعليمي فيها، وعملت في سفارات المملكة العربية السعودية في كندا وأمريكا وحالياً في إيرلندا. ٭ ماذا يعني لك الشعر؟.. - الشعر بوحٌ تسمو به نصوص وجدانية تصور قضايا إنسانيّة كونيّة تجدُ أبعادها في السلوك الإنساني، وتؤدّي دورها في المجتمع، ولذلك فالشاعر يحملُ رسالةً نبيلة طيّبة، يحاول من خلالها أن يفرغ كلّ تصوراته الإنسانيّة الرّاقية، هادفًا إلى خلق صور إيجابيّة عاملاً على زرع بذور القيم والمبادئ النبيلة لتحصده مشاعر المتلقّي، موظّفًا في ذلك كلّه أسلوبًا شائقًا، ولغة مهذّبة، وقالبًا فنّيًا جميلاً. ٭ ماهي العوامل التي يجب أن تدعم الموهبة لكي تسهم في تشكيل تجربة الشاعر؟ - هناك عوامل عديدة لعل أبرزها الحصيلة اللغوية والثقافية والتعايش مع المجتمع. ٭ كيف هو حال الشعر في الوطن العربي؟ شهد الشعر في عالمنا العربي صحوة خلال السنوات العشر الماضية.. وزاده إشعاعاً وتوهجاً المسابقات الشعرية التي تقام في عدد من الدول العربية وتبثها قنوات التلفاز، ويمنح منظموها جوائز قيمة مثل (شاعر المليون) و«أمير الشعراء» و «شاعر الشعراء» و«شاعر الجمهور». هذه المسابقات مع شعراء من دول عربية مختلفة تخلق جواً من المنافسة وتشجع على الإنتاجية وستمكن الشعر العربي من أن يبلور النماذج المحليّة، ويخطو حثيثًا نحو الانفتاح على تجارب عالمية. والمسابقات الأدبيّة، على غرار الملتقيات الأدبيّة وغيرها، تشكّل فضاءً لاحتواء تجربة المبدع، بل تلعب دورًا مهماً في التعريف بالشاعر خصوصاً إذا كان في مراحله الأولى في درب الكتابة والإبداع، ويحتاج إلى أن يثبت أقدامه. ٭ وماذا عن موجة الشعر الرمزي التي اجتاحت الشعر العربي منذ سنوات ؟ - الكتابة الرمزية موجودة ومعروفة في الأدب.. ولها دوافعها وبواعثها، لكن تجربة الشعر الرمزي «العربي» اتسمت في كثير من الأحيان بالغموض كما بدت وكأنها ترجمة لشعر أجنبي وليس شعراً عربياً..ً هو يمكن أن يكون مادة أدبية ولكن لا ينطبق عليه تعريف الشعر، وبشكل عام تعرض الشعر الرمزي «العربي» للنقد كثيراً. ٭ هل تعاملت مع أجناس أدبية أخرى غير القصيدة؟ - حاولت القصة أكثر من مرة من خلال رواية أسميتها «المحراث القديم» ولكن لم أجد نفسي فيها ولم أجدها في نفسي.. ولا أريد أن أراهن على مشروع قد يكون خاسراً. ٭ ما تقييمك للتجربة النسائية في عالم الشعر ؟ - الإبداع النّسوي في الشعر أثبت نفسه بجدارة، ولابد من الإقرار بحدودٍ «مشاعرية» بينهما بحكم اختلاف الجنسين في المشاعر الدّاخليّة، والعاطفة؛ فالذّكر يحتفظ لنفسه دائمًا بالقوّة، والواقعيّة، والهيمنة والعاطفة تجاه حواء، بينما تميل الأنثى حتّى في كتاباتها، إلى الضّعف والخيال والشاعريّة، وعاطفتها تجاه آدم، فتعكف على معالجة عوالمها وقضاياها موظّفة قسطًا وافرًا من عاطفتها التي تغلب عليها، مستعملة الغموض ما أمكنها لتلافي تعبيرات محرجة. ٭ ماذا عن محاولتكم قناة تلفزيونية سودانية في كندا ضمن برامج الجاليات؟ - ضمن اهتمام الدولة الكندية بمسألة التعددية الثقافية منحت الجاليات التي تملك امكانات لتقديم برنامج تلفزيوني فرصة في قناة «أومني». وبالفعل تقدمت لبث برنامج سوداني وقدمت حلقة تجريبية، ولكن لأن لغة البرنامج هي العربية فقد أبلغتني القناة بأن هناك برنامجاً عربياً هو برنامج أمنيات الذي يقدمه حالياً صديقنا اللبناني قابي أندراوس في نفس القناة.. واعتذرت القناة، ومن المهم أن أذكر أن تقديمنا للطلب صادف تقديم جالية السودانيين الجنوبيين لبرنامج، وبما أن اللغة التي سجلتها جالية الجنوبيين كلغة للبرنامج كانت غير العربي، فقد رجح هذا كفة الجنوبيين وتم منحهم الفرصة.. أما أنا فقد وجدت ترحيباً من المنتج اللبناني قابي أندراوس للعمل معه في برنامجه، وقدمت فقرة «وجه من الجالية» لست سنوات.. بالإضافة إلى قراءة نشرة الأخبار في بعض الأحيان. ٭ يقولون «إن لكل حكاية قصيدة ضمنية ولكل قصيدة حكاية ضمنية» فأيهما يؤطر للآخر في كتابة كمال طيب الأسماء؟ - لكل كاتب مكوناته ولحنه الداخلي وأدواته، وكل كاتب يعزف ألحانه على طريقته. }{}