في ظل الأوضاع التي يعيشها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هذه الأيام وما يثار من جدل حول تجاوزات بعثة الحج لهذا العام.. فضلاً عن التجاوزات في حج العام الماضي والتي أماط عنها اللثام تقرير المراجع العام أمام البرلمان.. في خضم كل هذه الأحداث وفي خطوة مفاجئة قدم وزير الإرشاد والأوقاف الذي ينتمي للحزب الاتحادي الأصل الفاتح تاج السر عبد الله استقالته من الوزارة ودفع بها لرئيس الجمهورية ورئيس الحزب المكلف محمد الحسن الميرغني. ٭ محطات في حياته الفاتح تاج السر من أبرز قيادات الحزب الاتحادي الأصل الذين قادوا مسيرة الحزب بالمملكة العربية السعودية والخليج، وهو عضو هيئة القيادة بالحزب وعضو المكتب السياسي والتنفيذي، سيرته الذاتية تتحدث عن أنه من مواليد مدينة المتمة بولاية نهر النيل في ثلاثينيات القرن الماضي، درس المتوسطة والثانوي متنقلاً بين الخرطوم وشندي، بعدها درس جامعة الخرطوم كلية الآداب، هاجر إلى المملكة العربية السعودية منذ العام 1979م حيث سبقه والده بالاغتراب، والدته حفيدة ناظر عموم الجعليين إبراهيم بك فرح، متزوج من ابنة الفوال الشهير أبو العباس والعشرة الكرام، وله عدد من الأبناء ومن المحبين والمريدين للطريقة الختمية، عرفه عالم المال والأعمال والبنوك كواحد من أنجح رجال الأعمال وخبراء البنوك، حيث عمل قيادياً نافذاً في أكبر بنوك الشرق الأوسط والعالم العربي ومديراً للاستثمارات بالبنك الأهلي بجدة. ٭ معارض لم يكن الفاتح منغمساً بالعمل السياسي بقدر انشغاله بالرياضة ولكنه ولج عالمه إبان دراسته بجامعة الخرطوم وانضمامه للحزب الاتحادي، ويقول عنه الإعلامي المعروف بالحزب الاتحادي عادل عبده إن الرجل ظل يقود عمل الحزب عندما كان في صف المعارضة قبل توقيع اتفاقية القاهرة 2005م خلال وجوده بالمملكة، وأضاف كان له رأي حول مشاركة حزبه في الحكومة في العام 2010م إلا أنه امتثل لقرار المؤسسة التي أقرته، يقول عادل عبده إن الفاتح له دوراً في مساعدة الحسن الميرغني في اختيار وزراء الحزب في الحكومة الجديدة الذي شهد جدلاً كثيفاً، وقال عبده إن الفاتح كان يعمل على دعم الحزب الاتحادي ويجمع مساهمات الخليج. ٭ استوزاره عند تشكيل الحكومة عقب انتخابات 2010م وقع الاختيار عليه ضمن قائمة الحزب الاتحادي وتم اختياره من قبل رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، ويقول مقربون منه إن الميرغني أبلغه باختياره قبل ساعتين من إعلان التشكيل الحكومي عندما اتصل به الميرغني وطلب منه الحضور لدار أبوجلابية وأبلغه بالتكليف الذي كان مفاجأة بالنسبة له وبالرغم من عزوفه عن المنصب، إلا أنه انصاع لأوامر الميرغني الذي لا يرفض له طلباً، وتم تعيينه وزيراً للشباب والرياضة وكان كثيراً ما يشكو من ضعف الإمكانات بها ويصف الأوضاع بها بالمزرية، ويرى عادل أن الفاتح قام بمبادرات كثيرة للنهوض بالعمل الرياضي بالبلاد وتنشيطه ودعم الفريق القومي، وفي أكتوبر عام 2013م أصدر رئيس الجمهورية مرسوماً جمهورياً بإعفائه من الشباب والرياضة وتعيينه وزيراً للأوقاف والإرشاد التي استمر فيها إلى تقديم استقالته أمس الأول، وعندما تولى مهام الوزارة كانت تعاني في تلك الفترة من بعض الإشكاليات المتعلقة بالأوقاف بالخارج وواجه عدة تحديات في عمل الحج والعمرة، والتي تتجدد مع كل عام، وشهدت فترة عمله بالوزارة تطوراً في خدمات الحج. ٭ قالوا عنه يصفه المقربون منه بأنه هاديء الطبع، قليل الكلام ويطلق عليه لقب شيخ العرب، كثير العمل تربطه علاقات اجتماعية متميزة بالاتحاديين وغيرهم لكنه شحيح الحديث للإعلام، فكثيراً ما يهرب من الكاميرا ومسجلات الصحفيين، وعرف عنه حبه الجم لرئيس الحزب الميرغني وعلاقته المتميزة به، يقول عن نفسه انصب جل جهدي في وزارة الشباب والرياضة على تطوير وتنمية الشباب عقلياً وبدنياً وثقافياً، أما في الأوقاف والإرشاد ركزت على الاهتمام بتنمية المسلم السوداني وتدعيم العقائد. ٭ الاستقالة لم تكن هذه المرة الأولى التي يتقدم فيها الرجل باستقالته من الوزارة، والتي أوردتها الزميلة «الإنتباهة» أمس، فقد تقدم باستقالته لرئاسة الجمهورية في فبراير 2014م وتم رفضها وأثارت ردود أفعال كثيرة واعتبرها البعض مؤشراً لفض الشراكة مع المؤتمر الوطني، وبالأمس الأول قدم الفاتح استقالته لرئاسة الجمهورية وقيادة الحزب ومن المتوقع أن يتم قبولها، وكشف عضو هيئة قيادة الحزب الاتحادي الأصل ميرغني مساعد الفاتح أن استقالة الفاتح كانت متوقعة لأنه اشترط منذ توليه للوزارة أن ينهي عمله بها بعد عام واحد، لافتاً إلى أنه كان رافضاً للمنصب، وتوقع عادل عبده أن يعود الفاتح لممارسة أعماله التجارية بالخليج والسعودية التي قال إنها تضررت بسبب انشغاله بالوزارة.