حرر طبيب الأسنان نائب رئيس المؤتمر الوطني مساعد رئيس الجمهورية السابق البروفيسور إبراهيم غندور لدى زيارته مدينة ود مدني في فبراير الماضي «روشته طبية» قطع من خلالها أن «السياسة سهر وقهر ووجع ظهر».. كان غندور وقتها يطمئن على تدشين حملة رئيس الجمهورية الانتخابية بالجزيرة، وقال إن قيادات الإنقاذ ضحت كثيراً و سهرت الليالي.. غندور لم يُطمئن من حوله عن الحالة الصحية لقيادات حزبه أو لشخصه - سيان - فطبيعي أن يتحدث عن «وجع الضهر».. لكن مرض السياسيين خاصة من قيادات الوطني في الوقت السابق كان أكثر ألماً وهم يقطعون الفيافي بالسيارات، خاصة في دارفور.. وربما لذلك ظلت تلاحقهم الشائعات بشأن صحتهم. صحة الميرغني: عادت صحة السياسيين لواجهة الأحداث عندما تفاجأ الوسط السياسي بما نشرته صحف أمس عن الحالة الصحية لرئيس الاتحادي الأصل، السيد محمد عثمان الميرغني، بحيث لا تمكنه من إصدار قرارات، ومعلوم عن الميرغني أنه يحيط نفسه، بل أسرته، بجدار متين من السرية ولا يكاد تعرف دواعي ومبررات أسفاره ناهيك عن أحواله الصحية.. وإن كان المرة الوحيدة التي أعلن فيها الميرغني عن حالته الصحية في بواكير الإنقاذ عندما غادر البلاد بحجة إجراء فحوصات طبية. قيادات الوطني: وكان الرأي العام قد تابع الحالة الصحية لرئيس المؤتمر الوطني ، رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عندما أجرى عملية تبديل ركب على مرتين، ومرد ذلك أن الرئيس ضابط عمل لسنوات بسلاح المظلات، ومعلوم تأثير القفز على الركب ، كما سبق أن أجرى البشير عمليتين في الحبال الصوتية بكلٍ من قطر والسعودية مثله ومثل - أي عمر- من عامة الناس. المدير الأسبق لمستشفى يستبشرون القيادي بحركة الإصلاح الآن د.أسامة توفيق قال ل«آخر لحظة» إن السياسيين قلما ينتبهون إلى صحتهم لإنشغالهم بالعمل العام، لكنه أشار إلى انتشار مرض السكري وبشكل كبير وسطهم. وعُرف عن سياسيي الوطني اللجوء إلى الاستشفاء بمشافي المانيا، وكان آخر اثنين غادرا إلى هناك أمين العلاقات الخارجية بالحزب، الوزير الراحل صلاح ونسي، والقيادي د.الحاج آدم الذي نصحه الأطباء - بحسب مصادر - بإجراء عملية تبديل ركب. أسامه توفيق عزا آلام الركب إلى الوزن الزائد، وقال إن زيادة كيلو واحد في الوزن يضغط على الركب بما يعادل ثمانية كيلو. أيضاً باتت تايلاند من الدول التي بات يلجأ إليها السياسيون بغرض الاستشفاء، ويعتبر القيادي بالوطني علي عثمان محمد طه من السياسيين الذين كانت تلاحقهم الشائعات بشأن صحته، ويتردد أنه خلال زياراته لتركيا كان يعاود الأطباء. المهدي.. صحة موفورة: يتمتع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي بصحة موفورة، وإن كان مثله والميرغني، قلما يفصح عن معاودته لطبيب أو مغادرته البلاد في رحله علاجية، ويمارس المهدي برنامجاً رياضياً بشكل راتب، حيث يلعب التنس ويركب الخيل ويمارس البولو وحتى في فترة وجوده حالياً بالقاهرة لم يتخلَ عن ممارسة الرياضة، كما أنه منتظم في الأكل ويحرص على تناول سلطة الفواكة وشرب العصائر الطازجة، كما روى لي في وقت سابق مدير مكتب مبارك الفاضل الأسبق صديق مساعد. الترابي.. اعتلال الصحة في المعتقل: بينما عرف عن زعيم المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي محافظته على صحته والتي تتعرض للاعتلال عندما يتم اعتقاله، وكانت أشهر حالة عندما اعتقل في العام 2004، لفترة طويلة وتعرض إلى عضة فأر في رجله وأصابته بأعياء إثر استمرار إضرابه عن الطعام واضطرت سلطات السجن إلى معالجته، بحسب تصريحات وقتها منسوبة لزوجته وصال المهدي. تأمين طبي وعدم ثقة: يعتبر الأمين العام للحزب الاتحادي جلال الدقير من السياسيين القلائل الذين يهتمون بصحتهم وبشكل لافت وكذلك أشقاؤه.. وعلمت الصحيفة أن جلال منذ إقامته بلندن قبل سنوات، عمل لنفسه وإخوانه تأميناً طبياً بكبرى الشركات الطبية ببريطانيا. إبان وجود الحركة الشعبية بالحكم قبل الانفصال كان اختصاصي النساء و التوليد د.عبد الهادي إبراهيم مرجعية طبية لوزرائها، حيث يوجههم إلى الطبيب المختص، وسر ذلك علاقته الوثيقة بزعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، ويعد الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت من أكثر الشخصيات التي تثير صحته جدلاً حتى الآن. ومهما يكن، كان أطرف تعليق على حديث غندور عن أن السياسة «سهر وقهر ووجع ضهر» ماكتبه الكاتب الصحفي عثمان ميرغني عندما خاطبه «يا بروف باسم الشعب كله ،لا تسهروا ولا تقهروا ولا توجعوا ظهوركم إن كان حكمنا يكلفكم كل هذا الرهق، اتبعوا الحكمة المصرية شيل ده عن ده.. يرتاح ده من ده».