٭ « والله أنا أديك درس في الكورة عمرك ما أخدتو» .. و» الله أديك درس في الأخلاق مافي زول أداك ليه قبل كده» .. بين الأقواس من الأقوال الشائعة، والتي من الممكن أن تسمعها في اليوم ألف مرة في أي مكان، بل الدروس وصلت حتى الزي، وتحديداً (البنطلون السيستم) والذي يرتديه الشباب وتشعر معه أن أحدهم لا يرتدي (حزاماً). ٭ لكن عزيزي القارئ دعك من الدروس غير المستفادة والتي يوزعها المواطنون بسخاء، ولنقف قليلاً مع الدرس (المحترم) الذي أخذته الحكومة مجاناً من نظيرتها الألمانية، وما أبلغه من درس عابر للحدود. ٭ المسؤول بوكالة التعاون الدولي الألمانية لاف متياس حذر الحكومة من الوجود الأجنبي الكثيف للاجئين بالسودان ونبه، (جماعتنا) إلى أن هذا الملف يحتاج إلى دراسة. ٭ الضيف وضح تمتعه بذكاء ومتابعة عاليتين، فهو علي علم بالكرم السوداني (الفايت حدو) ولذلك في أثناء تحذيراته للحكومة خلال اللقاء الذي جمعه بدبلوماسيين بالخارجية بالخرطوم، بدأ حديثه بمدح الكرم السوداني في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين من دول الجوار، إلا أنه لفت إلى أن تواجد اللاجئين بهذا الحجم له أبعاد أمنية واقتصادية كبيرة. ٭ قدمت المانيا درساً بليغاً للحكومة لا يقدر بثمن، وفوق ذلك تبرعت للحكومة ب (12) مليون يورو، ولكن (ليس لسواد عيون الخرطوم) ، وإنما للحد من الهجره لألمانيا، فمليون لاجئ - أكرر الرقم مرة ثانية مليون - أفريقي دخلوا المانيا عبر بوابة كسلا تحديداً. ٭ ولذلك حدد المسؤول الألماني أن ضربة البداية لمشروعاتهم التنموية بالبلاد ستكون بمدينة كسلا، بإقامة مشروعات تنموية لتوطين النازحين بمبلغ مليوني يورو .. لا أدري ما ذا كان رد مسؤولينا (المحترمين) على المحاضرة التي قدمها لهم، منسق شرق أفريقيا بوكالة التعاون الدولي الألمانية. ٭ والحكومة تصر أن تعتبر كل لاجيء أو نازح مواطناً حتى صرخ والي الخرطوم والنيل الأبيض من كثرة الوجود الأجنبي، وعندما دقَّ مفوَّض العون الإنساني بالخرطوم محمد السناري ناقوس الخطر، وكشف عن نيتهم ترحيل النازحين الجنوبيين خارج العاصمة، توطئة إلى فتح باب العودة الطوعية لترحيلهم إلى بلادهم، هجمت عليه أقلام الأستاذين العزيزين عبد العظيم صالح وعبد الباقي الظافر (غفر الله لهما). ٭ كثير جداً من دول العالم بها لاجئين، لكن المشكلة في الوجود الكثيف الذي حذر منه الضيف الألماني، وهو الأمر الذي يجب أن تلتفت إليه الحكومة وأمامها كرت رابح، يمكن أن تناور به، وستكسب من ورائه ملايين الدولارات إن لم يكن المليارات، وها هو الإتحاد الاوربي يقرر منح تركيا (الثرية) ثلاث مليار دولار لتأمين احتياجات اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها. ٭ ومهما يكن من أمر هل ستعي الحكومة الدرس أم تعتبره مثل القول: (والله انا أديك درس في الكورة عمرك ما أخدتو) ؟؟