صدر تقرير الحريات الدينية السنوى عن الخارجية الأمريكية ولاجديد فى التقرير سوى تضمينه نقداً لبعض الدول الأوروبية لفرضها تدابير قاسية تحد من حرية التعبير الدينية . والسودان يفرد له فى كل تقرير سنوى فقرات ولاعجب إذ هو ضمن الخمس عشره دولة المثيرة للقلق وهى بالإضافة الى السودان - الصين - بورما - كوريا - الشمالية - اريتريا - إيران - باكستان - السعودية - تركمانستان - أوزبكستان - فيتنام - العراق - نيجيريا بحسب لجنة الحريات الدينية الدولية والإنتهاكات التى توجه للدول المثيرة للقلق تتمثل فى انتهاك الحق العالمى للحريات الدينية - استمرار التعذيب - الإعتقال - الاختطاف والنفى - التطرف - التعصب الدينى . ماكنت أود أن اتعرض لهذا التقرير لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية منشأ التقرير ومصدره وناشره هى الدولة الأولى التى يوجه لها العالم كله إنتقاداً تجاه سياستها الدينية عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 المتمثلة فى معسكرات الإعتقال التى يلاقى فيها كل معتقل مسلم أصناف التعذيب وإنتهاك حقوقه الشرعية والقانونية والشخصية وكذلك القوانين الإستثنائية التى استهدف بها المسلمون بالإضافة الى المضايقات التى تتعرض لها الجالية المسلمة المقيمة بالمدن الأمريكية . ولكن الذى دعانى للتعليق على تقرير العام 2010 هو فقرة وردت فى البند الخاص بالسودان والذى أشار فيه التقرير الى أنه من أسوأ البلدان فى الحريات الدينية الفقرة تقول أنه رغم استمرار انتهاك الحريات الدينية فى السودان إلا أن تحسناً طفيفاً حدث بالسماح للكنائس بأداء شعائرها وصلواتها . وساءلت نفسى منذ متى لم يسمح للكنائس بأداء شعائرها وطقوسها وصلواتها فى أنحاءالسودان كافة . والسودان الدولة المسلمة الوحيدة التى تضاعفت فيها الكنائس عشرات الأضعاف فى ظل حكم إسلامى وانتشرت الكنائس فى أحياء وحوارى المسلمين والمسلمون تقبلوها بل وتقبلها البعض فى قطع آراضيه السكنية التى لم يشيدها وأقام فيها الأخوة المسيحيون كنائس مؤقتة ومدارس دينية مسيحية للأطفال الذين اتخذ ذووهم القطع السكنية الخالية والميادين والشوارع فى الأحياء السكنية الراقية مساكن عشوائية من الكرتون والصفيح والخيش والحصير . ويُعلم انه فى الكثير من الدول المسلمة لايسمح بتشييد كنيسة إضافية لاقامة الشعائر الدينية المسيحية إلا بتصديق شخصى من رئيس الجمهورية وفى هذه الدول لايقل عدد المواطنين المسيحيين عن من هم فى السودان . من يكتب هذه التقارير عن السودان هل هم سودانيون هل هى منظمات مدنية سودانية ام هم اجانب ومنظمات أجنبية من يكتب مثل هذه التقارير يفتقد النزاهة والموضوعية والعلمية . الأمانة والنزاهة تقتضى ابراز الواقع وليس مجانبته ولايطلب أن تدون التقارير بما يرضى الحكومة ولكن بما يرضى الضمائر الحية التى تقول الحق كما هو وتنقل الواقع كما تشاهده العين التى لاقذى فيها ولارمد . أين تقارير جامعاتنا ومراكز البحث والدراسات السودانية وأين تقارير بعثاتنا الدبلوماسية وملحقياتها بمختلف مسمياتها عندما تفتقد المؤسسات الدولية التقارير الوطنية فإنها تجد ضالتها فى مثل هذه التقارير المجافية للواقع والحقيقة فالتقارير الوطنية السنوية يمكن أن تحدث شكلاً ما من أشكال التوازن ولايجب أن نقنط بأحكام مسبقة تصرفنا عن اعداد تقاريرنا ونشرها فسيأتى اليوم الذى تكون مصدراً يعتد به دولياً إن احسنا إعدادها باعتماد منهج الموضوعية والأمانة والحق فى مواجهة الحقيقة .