٭ لقاء الفرصة الأخيرة السفير الطريفي كرمنو اعتبر أن اللقاء المزمع بين البشير والسيسي يستلهم أهميته من انعقاد اللجنة الوزارية بين غندور وسامح، والتي من أهم بنودها التمهيد للقاء الرئيسين السوداني والمصري بغرض احتواء الملفات العالقة بين البلدين، وزاد بأن من أبرز الملفات التي ستتسيد مباحثات البشير والسيسي هي ملفات حلايب و قضايا السودانيين المتواجدين بمصر ، وهي خيوط الأزمة من جانب السودان، لذا يستوجب على طاولة مفاوضات الرئيسين أن يتجه الجانب السوداني نحو الخروج من هذه الأزمات بالحلول الجذرية، فإنه لا تهاون ولا تنازل عن حقوق السودان في حلايب، والخطوات السابقة التي خطها السودان نحو ايجاد الحلول للمثلث لم تكن بالقدر السياسي المطلوب، واعتبر الطريفي في حديثه ل (آخر لحظة) أن القمة بين البشير والسيسي لقاء الفرصة الأخيرة في طي هذا الملف بحكمة ودبلوماسية وكياسة سياسية، للحيلولة دون أن تصير حلايب عقبة أمام تقدم العلاقات الثنائية بين البلدين. ٭ تقريب المواقف بينما ذهب السفير الرشيد أبو شامة إلى أن هنالك ملفات شائكة في محور العلاقات بين البلدين تحتاج إلى إمعان النظر إليها من قبل الرئيسين، كقضايا تقريب المواقف في الملفات المشتركة على محاور قضايا أزمة حلايب وأزمة خط العرض «22» وهي قضايا حساسة ربما تكون حجر الزاويا في طاولة مفاوضات السيسي والبشير المرتقبة، وقال أبو شامة على مؤسسة الرئاسة السودانية أن تكون واضحة أمام مطالب القاهرة فيما يختص بحلايب، وأن تتم المطالبات بالحل عبر لجان تحكيم دولية، أما فيما يختص بقضية سد النهضة فالأمر مفروغ منه من قبل الجانب السوداني، بينما المصريين يسعون إلى احتواء هذا الملف من خلال ألاعيب الدبلوماسية . ٭ مياه النيل ويضيف أبوشامة في حديثه ل (آخر لحظة) إن هنالك ملف معلق بين السودان ومصر فيما يتعلق بحصة السودان من مياه النيل، وأن اتفاقية مياه النيل الموقعة في العام «1959» أقرت بأن حصة السودان من المياه «18» مليار ونصف متر مكعب سنوياً، والسودان سنوياً يستهلك من حصته «12» مليار، والمتبقي من حصته كفاقد يمثل «6» مليار كانت تذهب إلى المصريين كحق سوداني إعتبره المصريين أحقية تاريخية بالنسبة لهم، وزاد أبوشامة بأن هنالك ملفات يجب أن تُناقش من خلال لقاء البشير والسيسي، وهي متمثلة في التبادل التجاري الذي تتأرجح كفته إلى صالح مصر، بحسبان أن السودان يصدر لمصر ثروة حيوانية حية «ماشية وإبل» في مقابل استيراده لمنتجات «هايفة» كالبسكويتات والشكولاته ٭ أولوية القضايا وفي ذات السياق اعتبر الخبير الأمني العميد أمن معاش حسن بيومي أن ملامح زيارة البشير المرتقبة للقاء السيسي سيفصح عن مكنونها ماهية الوفد الذي سيضمه، فإن كان الوفد يضم أمنيين، نعرف حينها أن المسائل التي ستناقش هي الحدود وحلايب، أما إذا كان الوفد يضم دبلوماسين فإن قضايا الحريات الأربع والاتفاقيات التجارية هي التي ستكون سيدة الموقف، وأضاف أن الأولوية في مناقشات القضايا ستؤول إلى سد النهضة، لاعتبار أن هنالك خلافات كانت حوله من مصر وأثيوبيا وإصرار مصر بأن السودان وقف مع أثيوبيا علي حساب مصالحها . ٭ علاقة أزلية وفي ذات المنوال قطع القيادي بالوطني زهير حامد بأن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أزلية، لذلك السودان انتهج من خلالها نهج المؤسسسية، بعيداً عن التراشقات الإعلامية حيال قضايا السودانيين بمصر التي طرأت مؤخراً من خلال الانتهاكات التي تعرض لها بعضهم في المدن المصرية، وأشار زهير في تصريح ل (آخر لحظة) إلى أن لقاء البشير والسيسي المزمع يأتي من أجل الترتيب والتنسيق لطي الخلافات الناشبة بين البلدين، مؤكداً على اتجاه السودان نحو طي خلافاته مع كافة دول الجوار . ٭ استمالة مواقف بينما توقع الخبير الاستراتيجي الطيب زين العابدين أن تتسيد مفاوضات الرئيسين القضايا المهمة كقضايا سد النهضة وحلايب، وأقر بأن السودان علي صعيد ملف حلايب كان قد دفع بعدة مقترحات لإحتواء الأزمة أبرزها التسوية السياسية وتكامل الدولتين بالمنطقة، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، لكن كل هذه المقترحات قد ضربت بها القاهرة عرض الحائط، بينما ذهب أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية راشد التيجاني إلى أن ملف سد النهضة هو الحدث الأبرز الذي ينتظر أن يتم التحاور حوله باستفاضة وشافية من قبل الجانب المصري، سيما والاتهامات قد صوبت من قبلهم تجاه استمالة موقف السودان نحو أثيوبيا، مضيفاً أن الجانب المصري إذا سعى الى تناول القضية من الزاويا الدبلوماسية عبر أطر الشفافية، ربما سيعزز ذلك من فرص نجاح لقاء الرئيسين في الجنوح نحو الملفات الأخرى .