لم تمضِ ساعات على قرار وزارة الخارجية السودانية بقطع العلاقات مع إيران واستدعائها لطاقم سفارة السودان في طهران للعودة إلى الخرطوم بشكل عاجل حتى سارعت مؤسسات الدولة لمباركة الخطوة وتأييدها، حيث أعلن البرلمان القومي دعمه للمملكة العربية السعودية، وقال على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة له د. محمد المصطفى الضو إن أمن المملكة لايتجزأ من الأمن القومى للسودان وإن أمنها خط أحمر لامجاملة فيه أو مساومة. قلق دبلوماسي: وأوضح الضو في حديثه ل«آخرلحظة» أمس، أن العلاقات الدولية محكومة بقوانين وأعراف، وأن الوجود الدبلوماسي محمي باتفاقية دولية هي اتفاقية فينا، وأبان أن حماية الدبلوماسيين تقع على عاتق الدولة التي توجد بها السفارات، وهي إيران، وماحدث تم على مرأى ومسمع قواتها النظامية التي مهمتها حماية البعثات. مردفاً أن ما جرى بحق سفارة المملكة العربية السعودية في طهران يجعلنا لانطمئن على بعثاتنا هناك، وهو انتهاك للقوانين الدولية وأمر غير مقبول. مساندة الوطني: في غضون ذلك قال أمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني الأستاذ الفاضل حاج سليمان إن القرار الذي اتخذه السودان بقطع العلاقات مع الجمهورية الإيرانية هو قرار سيادي تتخذه الدولة، لجهة أن العلاقات الدولية تقوم على مبدأ احترام السيادة والمصالح المشتركة بين الدول. مشيراً إلى أن إغلاق المراكز الثقافية التابعة لإيرانبالخرطوم في وقت سابق تم نتيجة لأن تلك المراكز تجاوزت مهماها الموكلة إليها، وتابع قرار قطع علاقتنا مع طهران يجد التأييد والمساندة من قبل الشعب السوداني، والقوى السياسية السودانية. أحزب الوحدة تدعم: وأشار سليمان إلى أن قرار الحكومة الصادر أمس الأول تم بناءً على دراسات ومراجعات وتقييم للأوضاع والعلاقات بين الدولتين، وأضاف المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم والقرار الذي صدر جاء من حكومة تمثله، وهو يقف مع قرارات الرئاسة ووزارة الخارجية، ليأتي موقف مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية متسقاً مع حزب الحكومة، حيث قال عبود جابر الأمين العام للمجلس إن الإجراء الذي تم بحق إيران أتى في محله و مقبول، ويدعم الميثاق العربي، وأضاف ندعمه بشكل واضح نحن كجسم يضم أكثر من 70 حزباً وحركة موقعة على السلام، وطالب الإيرانيين باحترام المواثيق الدولية والتأكيد عليها. حركة الإصلاح تنتظر: حركة الإصلاح الآن بقيادة د.غازي صلاح الدين يبدو أنها لم تعلن موقفاً تجاه ما جرى حتى الآن، وذلك وفقاً لحسن رزق نائب رئيس الحركة، الذي قال للصحيفة إن حزبه لم يجتمع ليقرر بشأن قرار الحكومة، ولكن رزق فضل البوح برائه الشخصي في القضية، قائلاً: ينبغي أن يخضع أي قرار لمشاورات، وكان على الحكومة أن تشاور نفسها والأحزاب الموالية و المعارضة لها قبل اتخاذها القرار، لأن قرارات الحروب والمقاطعات تتخذ بعد تمحيص، والبلاد ليست ملكاً للمؤتمر الوطني وحده أو الحكومة فقط وإنما ملك للجميع. دعوة للتروي: وأضاف يجب أن نوازن بين محبتنا وعلاقتنا الطيبة بالمملكة العربية السعودية، وبين المصالح الوطنية و المخاطر التي يمكن أن تأتي بمثل هذه القرارات على البلد، وأورد أن السودان لديه الكثير من الأعداء ولايحتاج إلى عداوات جديدة، لذا لابد للناس أن ينظروا إلى أثره على القطر والموازنة بين الربح والخسارة، و استرسل لايوجد شيء يحتاج إلى العجلة والسرعة، مشيراً إلى أن دول الخليج لم تبدىء رأيها حتى الآن ماعدا دولة البحرين. محاصرة الفكر الإيراني: من جهتها أعلنت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان تأييدها لقرار الحكومة، وقال الشيخ البروفسير علاء الدين الزاكي القيادي بالرابطة إنها خطوة موفقة وفي الاتجاه الصحيح لمحاصرة الفكر الرافضي، الذي بدأ يتمدد في العالم الإسلامي، وعبر الزاكي عن أمانيه بأن تتخذ بقية الدول الإسلامية ذات الخطوة التي اتخذها السودان، لأن إيران ليست دولة عادية تتعامل مع الناس وفقاً للمصالح المشتركة، وإنما لديها فكر تريد نشره، ومحاصرتها وقطع العلاقات معها يعني محاصرة فكرها. السعودية تشيد: إلى ذلك رحب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الخرطوم فيصل بن حامد معلا بموقف السودان الشجاع بالوقوف مع المملكة العربية السعودية، واصفاً إياه بالموقف القوي والصادق تجاه الاعتداء الغاشم على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في إيران الذي مثل انتهاكاً واضحاً للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية، وقال في تصريح «لوكالة الأنباء السعودية» إن الخطوة الجريئة التي قامت بها الحكومة السودانية تؤكد فاعلية وقوة مواقف السودان في مواجهة نوايا إيران العدوانية تجاه المملكة والمنطقة العربية، وأشار السفير معلا إلى أن هذا الموقف يؤكد أصالة السودان في التعامل مع القضايا الإقليمية. ارتياح داخلي وخارجي: وأوضح أن القرار يمثل عملياً التطور الأكبر في العلاقات بين الرياضوالخرطوم في المجالات كافة بفضل جهود القيادة الرشيدة، ويتسق تماماً مع مواقف السودان المشرفة في عاصفة الحزم وموقفه تجاه التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن في الرياض مؤخراً، معبراً عن ارتياحه التام الذي لمسه في الشارع السوداني بمختلف مكوناته لموقف الحكومة السودانية القوي الداعم للمملكة، واصفاً إياه بالإجماع الذي يؤكد متانة وقوة العلاقات بين الشعبين الشقيقين، متمنياً التوفيق لتحقيق كلما من شأنه أن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.