رشحت أنباء تفيد أن الخرطوم ترغب في إسناد رعاية مصالحها في طهران لدولة قطر، الأمر الذي يجعل العديد من الأسئلة تصعد إلى الأذهان حول مصير العلاقة بين البلدين، ويرى البعض أن الخطوة طبيعية وأنه من الصعب أن يكون هناك قطع تام للاتصال بين الخرطوموطهران إذ جمعت بينهما علاقات حميمية في الماضي القريب، وبحسب ما ورد في الزميلة «الرأي العام»، نقلاً عن مصادرها، فإن السودان قد أسند مهام إدارة شؤون الخرطوم وتسيير الجالية بطهران لدولة قطر، بينما لم تستبعد ذات المصادر أن توكل إيران مهمة رعاية مصالحها في الخرطوم لدولة العراق. مؤشرات ومذكرات: بدأ التوتر في العلاقة بين السودان وإيران منذ أن أغلقت الحكومة السودانية المراكز الثقافية الإيرانيةبالخرطوم، وبالرغم من أن هناك من قرأ الخطوة على أنها مؤشر لتوتر في ملف العلاقات، إلا أن الحكومة كانت قد أرجعت الخطوة إلى خطر المد الشيعي بالبلاد.. ولكن الأحداث تطورت خلال الفترة السابقة وتصاعدت وتيرة الخلافات بشكل لافت عقب الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، مما دفع بالحكومة لقطع علاقتها مع طهران وطرد سفيرها من الخرطوم في خطوة وجدت التأييد من الذين يرون أن إيران شكلت مهدداً أمنياً بالمد الشيعي، كما أنها ايضاً مهدد أمني على العلاقات الإقليمية، وربما كان الوقت المناسب للخرطوم لاستعادة ثقة الرياض، وهو ماذهب إليه المحلل السياسي بروفسير حسن الساعوري في حديثه ل«آخرلحظة»، والذي أكد أن خطوة الخرطوم تجاه طهران مؤشر لكون السودان يتحدث عن أمن إقليمي وليس وطنياً واستبعد الساعوري أن تكون الخطوة مجاملة للسعودية، بقدر ماهي مشاركة يؤكد من خلالها السودان حرصه على الأمن الإقليمي العربي بأقصى الوسائل، ومضى الساعوري قائلاً إن إيران أصبحت مهدداً أمنياً لدول الإقليم، ولعل الشاهد على ذلك الحرب الدائرة بسوريا و لبنان والجزائر والبحرين. الخطوة المتعجلة: بالمقابل وصف المؤتمر الشعبي قرار قطع العلاقات مع إيران بالمتعجل وغير المدروس، وقال القيادي البارز بالحزب أبوبكر عبد الرازق للصحيفة، الحكومة السودانية قامت بطرد السفير الإيرانيبالخرطوم من باب المجاملة للسعودية، متهماً الحكومة بمحاولة التقارب مع الاخيرة وتقديم السبت حتى تحصل على الأحد، في إشارة إلى الدعم المالي. الوسيط الأنسب: ويرى المحلل السياسي حسن الساعوري أن الدوحة هي الأنسب للمهمة بين الخرطوموطهران وأنها تمثل الوجه المقبول للطرفين، كونها تحظى بعلاقات جيدة مع الدولتين، وقال إن مغادرة السفير الإيراني للسودان لا يعني أن العلاقات قد توقفت تماماً مع إيران، وأن الأخيرة ربما تأمل في أن يتغير موقف السودان، ويقول الساعوري إنه لابد من وسيط كالدوحة مقبول للطرفين حتى تصل رسائل بين الخرطوموطهران. إجراء دبلوماسي: سفير السودان الأسبق بواشنطن د. خضر هارون يرى أن الخطوة إجراء دبلوماسي طبيعي، وقد تتم عبر مكتب رعاية السودانيين بسفارة قطر في طهران، وكذلك فإنه يمكن متابعة شؤون الإيرانيين بالسفارة العراقية بمكتبها بالخرطوم، ويمضي هارون قائلاً إن اختيار الخرطوملقطر لكونها من الدول ذات الوجود بطهران، بجانب علاقتها المتينة مع الخرطوم.. أما السفير عبد الوهاب حجازي مسؤول الملف الآسيوي بوزارة الخارجية، قال إن المعلومة ربما لاتكون دقيقة كون الدوحة قد سحبت هي الأخرى سفيرها من طهران، ولكنه يرى أنه دبلوماسي من الممكن ان تتم الخطوة واختيار من هو مقبول للطرفين، متسائلاً هل تقبل الدوحة بإدارة ملف الخرطومبطهران. وسيط كل الملفات: وهناك من يري عدم وجود مؤشرات أو دلالات سياسية للخطوة التي تعتبر إجراءً دبلوماسياً عادياً، وأن اختيار السودان لقطر طبيعي، كونها الآن وسيطاً لأغلب ملفات السودان، وأن العلاقات الجيدة بين الخرطوموالدوحة تجعلها الأنسب للمهمة.