٭٭ عمك جبريل، أو «جِبْرينْ» كما يناديه أهل الكمبو، رجل يحب النساء .. كان يقتنص كل سانحة لتأكيد دعمه لثورة الإنقاذ قائلاً أنها «رخَّسَتْ الحريم»..! هكذا، كلما وقف عمك جِبْرينْ معقباً على خطبة إمام المسجد، أيقن المصلّون أن التعقيب ماهو إلا إشارة الى أن عمك، قد وقعت عينو على امرأة جديدة، وأنه دون شك سوف يستبدل واحدة من نسائه الأربع بعروس جديدة..! ٭٭ وهكذا يقع أهل الكمبو فى فِخاخ التَكَهُُنات، متسائلين في ما بينهم: ياربي عمك جِبْرينْ، ناوي «يَرْخِي يَاتا» من حريمو..؟! ٭٭ على هذا النحو عاش عَمّكْ جِبْرينْ متفاعلاً مع ثوابت الإنقاذ، حتى ظهرت بيارق الإنتخابات.. وخلال كل تلك السنين بذل جهداً خُرافياً فى حفظ الآيات والأحاديث التي تُعَضِّد «موقفه الفكري/ السياسي» من الحريم..! ٭٭ فكانت لعَمّكْ جِبْرينْ، عبارات إنقاذية محددة، يقولها كلما قرر العروج نحو تلك الجبال «....... «..! وكثيرا ما كان يُرَدِدْ، بصيغة الجمع قولهم المأثور: «نحن ثابتونْ في تأيِيدِنا للإنقاذ، ما بقيتْ فينا ثوابت الإنقاذْ «..! ٭٭ والثوابت برأيه معروفة، ولا تحتاج إلى تفنيد..! ٭٭ ولما كان مشروع عَمّكْ جِبْرينْ في هذه الحياة، هو إستبدال الحريم، كما يستبدل السّبَابِي الحمير، فقد كان منطقياً أن يكون طموحه السياسي مسقوفاً عند حد التطلع إلى وظيفة إنقاذية، يتحدد وصفُها بالإشراف على مؤتمرات الزواج الجماعي.. وقد كان مؤهلاً لذلك، و له فى ذلك الشأن «حَنكْ سَنين»، مشفوعاً بدقن دائرية يتخللها رزاز شيب أبيض..! إذن، من اليسير على عَمّكْ جِبْرينْ أن يحصل على ذلك المَنْصِبْ و يستغل صلاحياته، عند كلّ مُعترك، فيقوم بتسجيل إسمه أولاً، على رأس كل كوتةٍ من كوتات التناكح الجماعي، متعللاً بأن «سِبْيان الزّمن دَا» صبيان الزمن دا ما دايرين سُتْرَةْ الحَالْ..! ٭٭ ومع تعليلاته النمطية، كان لِعَمّكْ جِبْرينْ بوحٌ خاص، مع أصفيائه الذين يقول لهم ما لا يقال... معهم يمكن أن يعترف ببرود، أن الإنقاذ «غايتو،، ما قصَّرتْ «..!، ويعلق على الثوابت كما يفهمها قائلاً: القصة دي ممكن نطلع منها بأنبوبة و بوتوجاز، وإذا لقينا فيها مَرا ،مع أنبوبة الغاز ، كِدا يكون» زيتنا فى بيتنا «..! وكانت له قدرة على التحفيز، فقد يقول لخلٍ وفي: « يا شيهنا يا شيخنا الدنيا ما مضمونة ،ولازم تاخُدْ نَصِيبكْ من البنات الصغيرونات»..! ٭٭ وقبل أن يتحصل على رأي محدثه حول ذلك الحظ، يتبرع عَمّكْ جِبْرينْ برأي قطعي حول « نسيبك/ نصيبك « قائلاً:»ماتنسى حظك ، لكن ما تكرر التجربة مرتين»..! هكذا، شارك عَمّكْ جِبْرينْ في كل مشاريع التناكح الجماعي.. لكن أنباء زيجاته وطلاقاته استشرت داخل التنظيم، حتى خشيت النساء المؤمنات على مواقعهن الريادية فى قلوب المؤمنين..! كما انشغل العوام بثوابته أكثر من إنشغالهم بالانتخابات، وكان رئيس اللجنة الشعبية يُدبِّج المذكرة وراء المذكرة لقيادة التنظيم المركزية ناقلاً لهم «رغبة وطنية صادقة» فى إحالة عَمّكْ جِبْرينْ الى التَقاعُدْ.. استجاب المركز لذلك، ودفع بأحد كبراء التنظيم في زيارة تفقدية للكمبو.. فجاء بأُوتومبيلاته يسائِل الناس: « وينْ عَمّكْ جِبْرينْ «..؟! فتقدم إليه عَمّكْ،رزيناً باسماً، « كأنه لم يركبْ جواداً بلذةٍ»..! ٭٭ وقف عَمّكْ جِبْرينْ إلى جانب الزائر الكريم، يستمع إلى إشادة تنظيمية بجهوده، متلذذاً بحظه من الثناء الإنقاذي، حتى وصل الزائر التنظيمي إلى فقرة الختام ، فقال، للمحتفى به : « و نحن نقدر جهودك، المثمرة فى رتقْ النسيج الاجتماعي، وهاهي الإنقاذ قد بدأت تُعطي فرصة أكبر للشباب، ومطلوب منك يا عَمّكْ جِبْرينْ ،أن تعطي فرصة أكبر للشباب، فلا تُسجَّل إسمك فى كوتة العرسان ما أمكن إلا كل سنتين أو تلاتة»..! ٭٭ فى تلك اللحظة، دار بخلد عَمّكْ جِبْرينْ أن يؤسس مرافعة ضد المركز، تقوم أركانها على الثوابت إيّاها.. لكنه على ما يبدو، إكتسب حصافة دبلوماسية من كثير الغزوات، فقال بصوت جهور، رداً على الزائر المركزي: والله يا مولانا، «أسرتوا» عصرتوا علينا شديد..!