ما من شك في أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وأمل مرتجى وأشهى مبتغى وثروة حقيقية، إن أحسنا توظيفها، وعكازة العجز، وسند الظهر، فمن شاء الله أن يجعل له ذرية وامتداد فقد اؤتي خيراً كثيراً، ولكن من أصعب المحن وأكبر الرزايا أن يصيب الأبناء مكروه- ولو عارض- ناهيك عن ابتلاء دائم كالقصور الذهني الذي يحتاج لرعاية خاصة من قلوب رحيمة في المقام الأول ومتخصصة، ذات إمكانات عالية ترتقي بالعملية التعليمية والتأهيلية التي يحتاجها هؤلاء الصغار. ومركز عائشة لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تم تأسيسه عام 2002بواسطة خالدة الذكر (سعاد الطيب).. وهو يضم ذوي التأخر اللغوي، والشلل الدماغي، وكل من يعاني صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، وأطفال التوحد، ومتلازمة داون، حيث يتم عمل قياس نفسي واختبارات الذكاء للمنتسبين، ومن ثم يوضع برنامج يناسب القدرات الذهنية.. والجدير بالذكر أن المركز يعمل طول العام، ويستوعب الفئات من عمر عامين وكذلك الأعمار من فئة التعليم قبل المدرسي فما فوق، وتلك لعمري معطيات تستوجب الدعم من وزارة التربية وكل المجتمع، باعتبار المركز تابع لإدارة التعليم غير الحكومي، فهو يمثل نموذجاً غاية في الخصوصية، علماً بأن ميزانية المركز تعتمد على مساهمات أولياء الأمور وجلهم يقطنون في مناطق طرفية ومن ذوي الدخل المحدود. بعد زيارتي للمركز وجلوسي مطولاً مع الأم الرؤوم (الأستاذة ليلى الطيب) مديرة المركز، ورؤيتي لهؤلاء الصغار والجهد المبذول بنكران ذات وتجرد.. أناشد كل فئات المجتمع للنظر بعين التقدير والإنسانية لهذه الفئة التي تحتاج لدعم معنوي ومادي، حتى يتم دمجهم كأفراد فاعلين ولو الى الحد الأدنى في مجتمعاتهم وإطفاء بعض الحريق المشتعل في جوف الآباء والأمهات الذين يعيشون مأساة يومية، ولا يملكون إلا الصبر وكثير من الدموع والرضا بقضاء الله. زاوية أخيرة: مركز عائشة مكان تتجلى فيه الرحمات بوجود ملائكة يمشون على الأرض، ويمنحونا بصمت مزيداً من العظات والعبر علنا نستوعب الدرس.