٭ والطرفة المتداولة أن البنت تقول لصديقتها: تصوري أن المدرسين يحبوني جداً؟ الصديقة: وكيف ذلك؟ البنت: لقد أبقوني في نفس الصف الذي كنت فيه العام الماضي. ٭ الحالة تتجسد تماماً على مساعد الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الوزيرة السابقة إشراقة سيد محمود، فالمرأة باتت غير محبوبة، بين «المدرسين الأشقاء» ولم يُؤمّنوا على إبقائها في صف «مجلس الوزراء»، فخرجت من الوزارة و أصبحت عرضة لأي سهام وفقدت أي «درقة»، تحتمي خلفها. ٭ بل إن حزبها أخرجها من «المدرسة» نفسها ناهيك عن الفصل - وتطالعون في صحف اليوم الخبر المدوي بإعلان الاتحادي عزل إشراقة ومساعد الأمين العام لشؤون المجتمع بروفيسور علي عثمان محمد صالح من منصبيهما وتحويلهما للجنة محاسبة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في مواجهتهما على خلفية مهاجمتهما للأمين العام للحزب د.جلال يوسف الدقير، واتهامه بعرقلة قيام المؤتمر العام. ٭ على كل حال كانت الخطوة متوقعة لعدة أسباب وهي ضعف نفوذ إشراقة بمغاردتها الوزارة.. لم توفق في الوصول إلى منصب رئيس لجنة بالبرلمان «منصب بدرجة وزير»، ظل اسمها يتكرر بشكل سالب في الإعلام في قضية خلافات نقابة عمال وزارة العمل، بجانب صراعاتها داخل الحزب خاصة مع مجموعه من الشباب.. والأهم من كل ذلك أن أسرة الشريف هاجمتها غير مرة في الصحف، وسبق أن قالت مريم الشريف الهندي إن إشراقة ابنة المرحلة وليست ابنة الشريف وأبدت عدم رضا الأسرة عنها. ٭ المعروف عن جلال الدقير خشيته المواجهة وغير مباشر في تعامله مع الآخر، أيّاً كان الآخر- حزب أو إعلام أو غيرهما - أسألك عزيز القارئ هل قرأت حواراً صحفياً مع الدقير؟ وهل يجري الرجل نقاشات سياسية صريحة داخل حزبه كما يفعل الآخرون بمن فيهم رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير، والذي عندما يلتقي شباب حزبه تكاد تقسم أنه مثله مثل أي عمر حسن. ٭ قرار عزل إشراقة - وهو قرار مضحك - حيث قال أمين الإعلام بالاتحادي ل«آخر لحظة» إن الحزب سيكون لجنة لمحاسبتها، فكيف يأتي قرار العزل أولاً وتعقبه المحاسبة ليكشف حالة الارتباك بصفوف الحزب ويكشف كذلك ضيقهم ذرعاً بالمرأة المعروف عنها عدم الاستسلام. ٭ أتوقع أن يكشف القرار كثيراً من المستور داخل الحزب، والذي تعيش بعض قياداته بالحكومة في الظل، حتى تكاد تشعر بعدم وجودها، فهل سمع أحدكم بوزير الدولة بالمالية مجدي يس؟. ٭ في تقديري أن إشهار الكرت الأحمر في وجة إشراقة وإخراجها من ملعب الأشقاء، واحدة من صور التناحر والتشظي والانقسامات التي ضربت كل الأحزاب وحتى الحركات- بالمناسبة كم عدد الأخيرة؟ ٭ لكن السؤال الأهم هل سينعم الدقير بالهدوء الذي ظل يعيش فيه منذ زمن طويل؟