وإشراقة.. هي إشراقة سيد محمود.. شمساً أشرقت في بهاء في ديار أو داخل أسوار حزب الدقير.. وما هي إلا أيام.. حتى حجبها ظلام رهيب كفيف البصر. ونكتب لها من وجدان إنساني شريف.. من محبرة الدم الذي انبثق حاراً يغرغر في صدور أولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كما الشهب، وتفجروا كما النيازك وكتبوا بأجسادهم المطوحة فوق شرفات العام أرق كلمات الأمل للزمن الآتي.. وسبب آخر يقودني "قلمي" في إصرار لأكتب وقلمي يعرف إني أقف، بل أتمترس في خندق واحد مع المرأة.. أي إمراة.. أخوض معها معاركها الأسطورية وأتقاسم معها الشقاء اللذيذ والرهق الممتع نشداً للعدالة.. ووصولاً إلى شاهق الروابي التي فيها يجب أن تكون.. أصطف مع المرأة في مواجهة الطغيان الذكوري الغاشم وأتصدى معها لكل خشعبلات المتنطعين من قوافل القرون الوسطى، وهم أبداً يصوبون رماحهم الصدئة.. وسهامهم المسمومة لإطفاء شمس المرأة التي تنشر الضياء في كل مكان.. وأنا لا يطربني ولا يشجيني في الكون غير النظم البديع.. و.. نطلع للحياة أنداد زي سيفين مساهر فيهن الحداد ونطلع من بذور الأرض زرعاً فارع الأعواد ونعود إلى إشراقة.. ولتسمح لي إشراقة أن أقول لأحبتي القراء إنني أحمل بطاقة فخر أتيه بها وأقدل.. وهي أن شمس إشراقة قد سطعت في ساحة "شمس المشارق" وذلك قبل أن تصبح وزيرة.. وتلمع في سماء الوطن نجمة زاهرة وساهرة.. ونبدأ القصة من الأول.. فقد كان هناك في تلك الأيام.. مؤتمر عام وبقاعة الصداقة للحزب الاتحادي الديمقراطي "المسجل" وكنت قد كتبت مقالاً ملتهباً عن ذاك المؤتمر، وكان عنواني هو "من شرفة مؤتمر حزب الدقير" وقد أثار وصفي الحزب بحزب "الدقير" هوج العواصف وهول الأعاصير في نفس إشراقة.. كتبت إليّ مقالاً وكأنه مكتوب بأطراف أسنة وخناجر، بل بلهب جمر وأعواد مشاعل محتجة في هدير سيل كاسح عن وصف حزبها بحزب الدقير.. فقد أكدت إشراقة في ردها ذاك إن وصف حزبها بحزب الدقير .. فقد أكدت إشراقة في ردها ذاك إن حزبها حزب مؤسسات وديمقراطية وجماعية.. وليس في شرعته "عبد ومولى" ثم واصلت إشراقة مبحرة في نهر الحزب واصفة إياه بأنه بعيد عن الطائفية، وعن هيمنة أي فرد مهما علا شأنه وتطاول بنيانه. وليس في نبل أو كرم مني.. فهذا حقها، فقد أفسحت كل مساحة "شمس المشارق" لمقالها ذاك، بل ولأن مقالها كان طويلاً فقد أفسحت له مساحتي لمدى يومين متتاليين.. وتدور الأيام.. وتكر الشهور.. وتتصرم السنوات.. وتصبح إشراقة وزيرة في حكومة الإنقاذ. وغداً يا أحبة.. نحدثكم عن إشراقة وزيرة.. ملأت كرسي الوزارة في جسارة يحسدها عليها أعتى "الرجال" ثم نحدثها "وحدها" عن صدق رأينا عندما كتبنا "حزب الدقير" وخطل وخطأ رأيها في ذاك الحين وإن حزبها حزب مؤسسات بعد حادثة "طردها" الحزينة. وبكره نبدأ