بحكم الدستور الرئيس البشير وحده الذي من حقه أن يبقى في موقعه بعد الانفصال، أما بقية ترلة الجهاز التنفيذي من وزراء ومستشارين ومعاونين ووزراء دولة و.. و.. كلهم أمرهم بيد السيد الرئيس. والرئيس قال إنه يريد تشكيل حكومة قاعدة عريضة، أي أنه لا مكان للذين يصلون الفجر أيام التشكيلات الوازرية مع صناع القرار بمبدأ القريب من العين قريب من القلب.. فهؤلاء سيدي الرئيس من طلاب السلطة في غياب الكفاءة، لا مكان لهم في حكومة التحديات.. اعتقد ذلك. إن قلبي وعقلي يقولان سيدي الرئيس إن زمان المجاملات قد انتهى، وأن حكومة القاعدة العريضة نفسها يجب أن تكون في ظل التحديات الماثلة حكومة (معيارية)، لن توقع فيها أنت على قرار لرجل غير مناسب من المؤتمر الوطني لشغل أي منصب، ولن توافق على أي شخص من الأحزاب الأخرى التي ستشارك بأن يكون في وظيفة وزارية وهو من المتردية والنطيحة. إن غياب المعايير هو الذي دفع بوزراء دخلوا الوزارات وخرجوا منها كما دخلوا، لم يضيفوا شيئاً وهو الذي جاء في ظل الموازنات والترضيات والاتفاقيات بشخصيات كان كل همها السيارة الجديدة، والبيت الأنيق، والحاشية المطيعة، وهؤلاء جميعاً لم يقدموا شيئاً، ولن يقدم من يأتي على منوالهم شيئاً. ومن هنا أبحث أخي الرئيس عن مثل د. عوض الجاز لوزارة الطاقة، رجل بكاريزما قيادية وهمة لا تفتر.. رجل يحمل خيمته ليبقى بها بين الحقول، ولا يبقى في الخرطوم التي ليس فيها تنقيب ولا شحد همهم لعاملين في المجال.. ثم أبحث أخي الرئيس عن وزير زراعة لا تبقى وزارته في الخرطوم التي يأتيها حتى الجرجير والطماطم من خارجها، أبحث عن وزير تكون مكاتبه في مشروع الجزيرة قريباً من مواقع الانتاج لوضع السياسات المطلوبة، بدلاً من اعتماده على التقارير التي تأتيه، ثم انقل وزارة الثروة الحيوانية إلى مواقع الثروة، بدلاً من موقع أنيق في الخرطوم لا معنى له، وعلى هذا المنهج شكل حكومتك من وزراء بمعايير دقيقة في مرحلة بالغة التعقيد، تتطلب تعقيداتها عدم ملء مجلس الوزراء بعدد كبير جداً من الدستوريين تعجز كاميرا التلفزيون عن تصويرهم، مثلما كان يحدث في اجتماعات مجلس الوزراء مؤخراً.. والغِ سيدي الرئيس الأجسام الهلامية، فنحن أحوج لكل قرش، بينما تقرير المراجع العام يقول إن هناك شركات حكومية لم يعرف لها مكان!!. أما الولايات فالهجرة التي لا تنقطع يوماً من أهلها للخرطوم، فهي مؤشر خطير إلى أن تجربتها بحاجة إلى مراجعة لتصبح جاذبة.. فهل هو التناسل الذي تم وجعل كل إقليم ينتج أكثر من ولاية أم هو عجز الولاة الذين تم الدفع بهم اليها؟ أم المشكلة في الوزراء الذين عجز الولاة عن اختيار الكوادر المناسبة، أم في تزايد عددهم المستمر الذي لا يضبطه ضابط بالولايات؟. إن المطلوب هو أن نأتي بحكومة نموذجية في هذه المرحلة الصعبة، لتكون بحجم التحدي، وهذه لا تأتي إلا في وجود معايير يتم تطبيقها بدقة، لتأتي الحكومة بأركان قوية في زمان من مطلوباته أن يكون كل دستوري ينافس الآخر في القدرات والعطاء لصالح المواطن. حاجة في الفن: وزارة الثقافة الاتحادية ووزارة ثقافة الخرطوم تعملان هذه الأيام بمبدأ (مافيش حد أحسن من حد)، فكلما أقامت واحدة برنامجاً لاقي الاستحسان، قفزت الأخرى ببرنامج آخر، والآن نسعد بأيام الطابية التي تقيمها وزارة ثقافة الخرطوم.. وكما قلت من قبل إن رهاني على د. البارودي ود. هاشم الجاز لن أخسره، وبالفعل نجح تحريضي للبارودي الذي كتبت عنه من قبل بأنه بحاجة إلى أن يطلق الآخرون يده بدلاً من وضع المتاريس أمامه والتدخل في عمله.. وعندما تم ذلك فعلاً شاهدنا بارودي موديل 2011م مختلفاً وبعطاء ثر. حاجة لله: هذا الوطن في حاجة لنا جميعاً في ظل الأستهداف الأمريكي الاسرائيلي وأطماعه في بلادنا، فدعونا (نخت الإيد فوق الإيد حكومة ومعارضة) وسنربح جميعاً وتذكروا أن يد الله مع الجماعة.