يقاس تطور الدول وتنميتها بمعدل الأمية فيها ونسبة التعليم والتعلم في بلاد تحتاج للكثير ، ليس فقط لأستاذ ومدرسة وسبورة، بل للكثير من الخدمات، حيث تحدثنا من قبل عن أحد ركائز التعليم كالمكتبة المدرسية وهي مفقودة في بلادي، ونادينا بإعادتها من خلال رسالة وجهت لوزير التعليم، ولكن دون جدوى لذلك... لأننا لم نجد ثمارها بعد. واليوم نتاول موضوعاً مهماً جداً في التعليم ألا وهو كيفية وصول التلاميذ لمدارسهم نأخذه من جانبين.. قبل ذلك لما لا تحسن وتطور المدارس با لأحياء الطرفية، لكي لا يلجأ التلاميذ الى المدارس الأخرى بالترحيل أو غيره. الجانب الأول وسائل النقل العام، بعض الأسر لا تسطيع توفير قيمة الترحيل الذي لا توفره المدرسة، يذهب أبناؤها منذ صلاة الفجر ، ورغم ذلك يجدوا صعوبة ومعاناة في الحصول على مقعد، وكذلك في نهاية اليوم الدراسي نفس المعضلة فضلاً عن تذمر أصحاب المركبات العامة في التلاميذ، وكأنهم أعداؤنا وليس أبناؤنا برأيكم هذا التلميذ يستطيع أن يجد زمناً أو فكراً للمرور فقط على أكثر من عشر مواد دراسية.؟ الجانب الثاني التراحيل أيضاً بعضهم يصل في الصباح الباكر جداً، ولاحظت عدم اهتمام من سائق التراحيل والمشرفين، إن وجدوا على تنظيم التلاميذ والوقوف معهم حتى يركبوا المركبة أو يدخل البيت عند نهاية اليوم، لأن بعض التلاميذ قد يتمرد على البيت بمجرد وصوله للمنزل، هناك موقفان عن عدم اهتمام صاحب المركبة بالتلميذ أحدهم وقف لكي ينزل تلميذة نهاية اليوم، ولكن ذهب مباشرة وعند محاولتها " قطع الظلط " صدمتها عربة سببت لها أذىً جسيماً.. أما الآخر أيضاً في نهاية اليوم، احداهن نزلت من المركبة ونسيت حافظة المياه " الزمزمية " فنادت المشرفة وزميلاتها فكانوا يلعبون بالحافظة، رموها لها وللأسف وقعت تحت عجل المركبة، ونادت بأعلى صوتها للسائق أن يقف لكي تأخذ حافظتها الجميلة، ولكن لم يفعل ذلك، فمشى عليها وذرفت دمعتها وسالت دمعة صاحب القلم أيضاً. لا أعرف كيف تختار المدرسة والأسر سائق الترحيل والمشرفين، بالطبع لا يحتاج هذا لشهادة عليا، ولكن يحتاج لمن يعرف قيمة المستقبل من خلال أبنائنا وكيفية الحفاظ عليهم، وكيف تختار المركبة التي تنقل التلاميذ معظم المركبات التي رأيتها لا تصلح لترحيل نوافذها خربة ومقاعدها سيئة، ومخلفات تخرج منها بصورة كثيفة " الدخان" . فضلاً عن أشياء كثيرة لايسع الحديث عنها في مقال واحد.. شيء عجيب رأيت ترحيل ب "ركشة" فيه أكثر من خمسة تلاميذ...! وفي أحد طرق أم درمان الداخلية والرئيسة، وتعلمون جيداً خطورة" الركشة" واستهتار بعض سائقيها...كل هذا بسبب غياب الرقابة لا سيما في اطراف العاصمة. المسؤولية مشتركة كما ذكرت على الأسر أن تعرف عن ترحيل أبنائها، ومن هو سائقه وهل به مشرف أم لا، وحالة المركبة عامة وزمن عودته من المدرسة، كل هذا لمستقبل السودان والذي يتمثل في أبنائنا ... شيء أخير : أتمنى أن يجد هذا الموضوع عناية خاصة من وزير التربية والتعليم والعام.. اختصاصي معلومات ومكتبات