(1) بعد أقل من ثمان واربعين ساعة يعود ابناؤنا إلى المدارس، عودة قسرية وفي ظروف اقل ما توصف بأنها سيئة، ارتفاع في درجات الحرارة يقابله تبلد من قبل القائمين على امر التعليم في بلادنا والذين يضعون قراراتهم في درجة برودة تحت الصفر. قرارات مثلجة لا تصهرها انفعالات اولياء الامور ولا تذيبها حمم الغضب التي تجتاح التلاميذ . في الاسبوع الماضي ارتفعت درجات الحرارة قليلا في مصر مع زيادة في نسبة الرطوبة، فما كان من وزارة التربية والتعليم الا أن قامت بحملة اعلامية ضخمة تركت فيها حرية اتخاذ القرار بتعليق الدراسة لتقديرات المدارس، وهذا طبعا لأن ظروف كل مدرسة تختلف عن الاخرى. كما قادت الوزارة حملة اعلامية مصاحبة عبر كل اجهزة الاعلام المسموع والمقروء والمرئي، تحمل جملة من الارشادات الوقائية مثل "تجنب الحركة نهاراً واتقاء لسعات الشمس المباشرة والجلوس في اماكن باردة، وتجنب الازدحام، واستعمال المظلات الشمسية ،والإكثار من شرب المياه و...و. وغيرها من اجراءات السلامة . وبالمقابل وعندنا في السودان اختفى تماما اي شكل من اشكال الارشادات الوقائية لاتقاء ضربات الشمس او الوقاية من امراض الصيف. في ما عدا محاولة خجولة عبر رسم توضيحي من قبل مجموعة جانا الطوعية توضح المشاكل الصحية عند استعمال حقيبة مدرسية ثقيلة . اما وزارة التربية والتعليم فقد اكدت مجددا بداية العام الدراسي في موعده رغم انف مصلحة الطلاب. (2) التسوق لشراء احتياجات المدرسة هو عبارة عن شخص يحمل في جيبه مبلغ عشرة جنيهات ويسأل عن اسعار العقارات في المنشية . اسعار فلكية للحقائب المدرسية والاحذية والملابس والكراسات والادوات المدرسية . فسعر الحقيبة الجيدة التي يمكنها أن تكمل السنة الدراسية دون ان تتهالك وتتمزق يتراوح بين خمسمائة إلى سبعمائة جنيه اما الحقائب التي تتراوح اسعارها بين مائة ومائة وخمسين جنيها فلن تصمد اكثر من الشهرين الاولين وذلك نسبة لرداءة الصناعة وثقل محتويات الحقيبة من المقررات الدراسية الثقيلة والفارغة في آن واحد. اما الزي المدرسي فتتراوح تكلفته ما بين مائة إلى مائتين وخمسين جنيها للبسة الواحدة هذا غير بقية الملحقات من جوارب وخمارات وغيرها. احدى المكتبات التي زرتها وجدت سعر القلم الواحد فيها (تسعة وسبعين جنيه؟؟؟!!) اي نعم والله قلم واحد ؟؟؟.،. اما حافظة السندوتشات فسعرها خمسة وتسعون جنيه ، و(زمزمية) المياه خمسة وثمانون جنيه وتكلفة الكراسات بالاضافة الي الجلاد وخلافه للطالب الواحد حوالي مائتين جنيه ، هذا طبعا خلاف للرسوم المدرسية وتكلفة الترحيل ان موسم العودة إلى المدارس صار يشبه تماما فكرة العودة إلى الجحيم . وقريبا جدا سنسمع عن القاء القبض على اولياء الامور والزج بهم في السجون لتعثرهم في دفع اقساط مشتروات العودة إلى المدارس . وحينها يبقى اولياء الامور إلى حين السداد وانتهاء موسم العودة إلى الجحيم. *نقلا عن السوداني [email protected]