سبق وإن قلت إني لا أظن أن القارئ الكريم ينتظرني أن أحدثه عن المدير العام لقناة النيل الأزرق (الجنرال) حسن فضل المولى، الذي كان إدارياً فذاً ومبدعاً بدرجة مشير، والذي يتحدث عنه نجاح سابق في التلفزيون القومي، ومن بعده (النيل الأزرق) حتى قبل أشهر قليلة مضت، وإن نسينا لن ننسى للرجل ما حققه بسفارتنا بالقاهرة من نجاح أسوق هذه المقدمة لأتساءل معكم: هل يا ترى (الجنرال) اليوم هو ذات (الجنرال) الأمس، صاحب الكلمة و(الحل والربط) في القناة ؟ وهل قناة النيل الأزرق هي ذات القناة بذات الألق القديم والخبطات الإعلامية التي كانت تحققها؟ الإجابة عندي لا نظن ذلك، ولا أريد أن أقول إن الرجل الآن مجرد اسم يشغل منصب المدير العام، ولكنه ما عاد حسن فضل المولى (الجنرال) صاحب الكلمة والأفكار، ولم يعد للرجل حس ولا خبر كما كان في السابق، يغادر الخرطوم لفترات طويلة ويعود دون أن يحس بسفره أو عودته أحد، وهو الذي كان سفره خبراً تحتفي به الصحف وعودته كذلك، أما قناة النيل الأزرق فهي- مع اعترافنا التام- أنها رقم واحد في قائمة القنوات الفضائية السودانية، ولكنها لم تعد تلك القناة الجاذبة كما كانت في السابق، ولا يعني تفوقها على القنوات، أنها في تطور ولكن ذلك يعني أن القنوات الأخرى ليست متطورة ولا نفس لها تواصل به السباق، وذلك أحدث شيئاً من الضباب على الإخوة في النيل الأزرق، فظنوا أنها متطورة، وحتى لا نطلق الحديث على عواهنه ويكون مجرد إنشاء، نتحدى القناة إن كان أياً من البرامج الجديدة التي قدمتها أحدث أثراً، ونتحداها أن قدمت لنا وجها جديداً لفت الأنظار مثل ما كان يحدث في السابق، وحتى برنامج (أغاني وأغاني) الذي تراهن عليه القناة وتعتبره (بقرتها الحلوب)، لم نر فيه أي تجديد في الفكرة أو الشكل، رغم أهمية الرسالة التي يقدمها والتوثيق الذي يقوم به. بالتأكيد كل هذا خصم وما زال يخصم مع صباح كل يوم من رصيد حسن فضل المولى وتاريخه الإداري والإبداعي ويخصم من أسهم القناة في بنك المشاهدين، هو الشيء الذي لا نريده ل (لجنرال)، خاصة وأن علاقة وطيدة جمعتنا به منذ سنوات طويلة، ولا نريده أيضاً لقناة أحببناها ونرى أنها كانت في يوم ما النافذة التي أطل بها إبداعنا بمختلف أشكاله على العالم، وما زلنا نرى أنها قادرة على مواصلة ذات الرسالة، إذا تم ترتيب أوراقها من جديد وراجعت مسيرتها في الفترة الماضية، وتراجعت عن كل قرار وضح أنه كان خاطئاً أو مستعجلاً أو حتى نتيجة حسابات خاصة. أرجو أن من الأخ حسن ومن إدارة القناة أن تنظر لما قلناه بعين العقل وأن تأخذه من زاويته الصحيحة، (حتى تكتمل الصورة)، وليس تلك الزاوية التي ينظر بها بعض المسؤولين لما يكتب عنهم، وعن مؤسساتهم بقصر النظر ثم يدرجونه تحت قاعدة التبريرات (الفقيرة، الفطيرة) على شاكلة أن الكاتب (زعلان من فلان) أو (محرش)، وغير ذلك خلاصة الشوف: إن الأجهزة الحديثة وإنشاء الاستديوهات وصرف (المليارات) والحديث عن إذاعة، كل ذلك لن يشفع ولن يفيد إلا في وجود الإدارة المتخصصة والخبرات.