٭ قال السفير الكويتي الأسبق أثناء رحلة نيلية قام بها مع عدد من موظفي سفارة الكويت في الخرطوم، إن مشاهدة الأمواج على النيل وهي تتلاقى تتعانق مبتسمة، فيها من الإبداع ما يجعل المرء يشعر وكأنه يتناول رشفة من ماء زمزم.. وأضاف أنه يستغرب كثيراً من أولئك الذين يهاجرون إلى أوطان أخرى وهم يمتلكون وطناً ينام بين نيلين، وتمنى سعادة السفير ألا تغادر العصافير أعشاشها. ٭ سأل أحد أصدقاء الشاعر الكبير عبد الرحمن الريح عن الأسباب التي تمنعه من غرس زهرة واحدة في منزله، وهو الشاعر الذي جعل من مفردة الأزاهر بصمة خاصة في معظم ما كتبه من أغنيات؟ فرد عليه شاعر (الطاؤوس).. إذا كنت أنا الحديقة فإنني لا أري سبباً يدفعني أن أملأ بيتي بالأزهار، وأنا أقولها بصدق إن الشاعر الكبير كان صادقاً في قوله، لأنه ولد وهو يحمل في دواخله عبقاً من حدائق بابل المعلقة. ٭ حطمت الأميرة (آن) كل قواعد البروتوكول الملكي وهي تهبط مسرعة لتطبع قبلة على رأس فرس تملكه، حطم الرقم القياسي في أحد السباقات العالمية في (نيوماركت)، وفجأة وقف أمامها عجوز بريطاني قائلاً لها: ليتني كنت هذا الفرس لأحصل منك على هذه القبلة الملكية، فنظرت إليه باسمة وهي تقول لحراسها إذهبوا بهذا العجوز إلى أقرب إسطبل وقدموا له حزمة من البرسيم الناعم، ثم غادرت مبتسمة. ٭ لو أن الأخ صلاح إدريس كشف للناس ما يحمله من جمال لنامت الظبية على بندقية الصياد وهي آمنة.. ولكنهم لا يعلمون أن شموع المعابد دائماً ما تفضل أن تحترق في صمتها دون أن يشعر بها أحد، أمنيتي هي أن يعود صلاح من غربة طالت لياليها ليهب لنا جلسة عريسها القمر وضيوفها من النجوم، ولو أن الفنان الراحل محمد وردي كان أقل اعتزازاً بنفسه لكان ظالماً لها.. لأن عظمة الأغنيات التي قدمها هذا الفنان ستظل ممتزجة بأنفاسنا على مدى أجيال، وهو هناك ينام على أحضان قبر مغطى بشجيرات ذابلة. ٭ أصر الراحل الشاعر عثمان خالد على عدم دفع قيمة فاتورة إقامته بفندق هيلتون لمدة شهر كامل على غرفة مطلة على النيل.. وقال إن وزارة الثقافة والإعلام هي المسؤولة عن دفع قيمة الفاتورة.. لم يكن مدير الفندق يمتلك حساً شاعرياً، بل أعلنها صريحة أنه في حالة عدم الدفع فإن الشرطة جاهزة للقيام بواجبها.. ظل عثمان مصراً على عدم الدفع.. أخذ الحريق يتصاعد إلى أن علم به الرائد الراحل مأمون عوض أبوزيد فقام بدفع الفاتورة فوراً وهو يقول باسماً: حكومة السودان مطالبة بإيفاء دين عثمان.