خلق الإعلان عن تشكيل حكومة شعبية للمسيرية في إقليم أبيي بدلاً عن الإدارية التي تم تشكيلها وفقاً لاتفاقية السلام الشامل ردود أفعال واسعة. ففيما وصفت الحركة الشعبية الخطوة بالمسرحية المكشوفة والسخيفة، وأكدت أنها ستقود البلاد لمثل ما يجري في الصومال،وأكد المؤتمر الوطني أن ما دفع المسيرية لاتخاذ الخطوة هو المساعي التي تقوم بها الحركة لحرمان أبناء القبيلة من ممارسة حقوقهم، بجانب استفزازاتها وعدم حسم الخلافات حول المنطقة. واعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي الخطوة نذر حرب وأكد أن لجوء المسيرية للخطوة تأكيد على عدم قناعتهم بالإجراءات التي تقوم بها الحكومة المركزية. وأبلغ القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق «آخرلحظة» بعدم اعترافهم بالخطوة، مؤكداً عدم التعامل مع الحكومة المشكلة، مشيراً إلى أن خطوة المسيرية تجعل أي قبيلة تبادر لإعلان حكومة خاصة بها مما يؤدي «لصوملة السودان».من جانبه هاجم د. ربيع عبدالعاطي القيادي البارز بالمؤتمر الوطني الحركة الشعبية واتهمها بالسعي لحرمان المسيرية من حقوقهم في التصويت في استفتاء أبيي الأمر الذي قال إنه أدى لتشكيل حكومة خاصة بهم للحفاظ على حقوقهم في الأرض. وطالب عبدالعاطي في تصريح ل(آخرلحظة) أمس بضرورة إسراع الشريكين في التوصل لحلول للأزمة بجانب أهمية ابتعاد الحركة عن استفزاز قبيلة المسيرية، مشيراً إلى أن الخطوة قد تقود إلى محرقة تنسف اتّفاقية السلام الشامل.وأكد ربيع أن عدم حسم القضية وتطاول أمرها هو السبب الأساسي وراء التعقيدات الموجودة الآن مشيراً إلى أهمية الإسراع في الحل وعدم جعل الأمور معلقة.وفي السياق ذاته قال الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان محمد ضياء الدين إن قبيلة المسيرية اتخذت تلك الخطوة تأكيداً على عدم قناعتها بالإجراءات التي تقوم بها الحكومة المركزية لحماية أبناء المنطقة والمحافظة على استحقاقاتهم التاريخية ولتدارك المخاطر التي يمكن أن تحدث نتيجة للاحتقان السياسي والأمني في المنطقة وأضاف ضياء الدين أن الخطوة تؤكد أن مشاكل السودان أصبحت متفاقمة ومؤسفة لأن كل منطقة وقبيلة باتت تدافع عن نفسها بمختلف الوسائل، الأمر الذي وصفه بالخطير على وحدة ومستقبل البلاد وطالب الحكومة بضرورة أن تحافظ على كافة أبناء المسيرية في المنطقة وكذلك الدينكا حتى لا يضطر أي طرف للدفاع عن نفسه مستخدماً إمكاناته وتقديراته الخاصة معتبراً خطوة المسيرية نذر حرب.