بدأت نذر أزمة تلوح في الأفق بين الحكومة المركزية وحكومة الجنوب على خلفية تحريك الجيش الشعبي لآلياته وقواته المدعومة بالأسلحة الثقيلة من بحر الغزال إلى مدينة أبيي الأمر الذي اعتبرته قبيلة المسيرية أنه أكبر مهدد أمني لاستقرار المنطقة. وطالب محمد عبد الله آدم ودبوك القيادي بقبيلة المسيرية وأحد المشاركين في مفاوضات أديس أبابا في تصريح ل «آخر لحظة» أمس الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بمراجعة الترتيبات الأمنية الموقعة بين الطرفين متهماً قيادات الجيش الشعبي بخرقها والسعي لاستفزاز القبيلة.وكشف ودبوك عن اعتزام القبيلة إبلاغ مبعوث الرئيس الأمريكي الجنرال غرايشن ورئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي بتحركات الجيش الشعبي وخروقاته التي اعتبرها نذر حرب من قبل الحركة الشعبية على قبيلة المسيرية. وأكد ودبوك أن أي تحرك عسكري من قبل الحركة ضد المسيرية في أبيي قد ينسف عملية الاستفتاء واتفاقية السلام برمتها مشيراً إلى أن الحرب إذا اندلعت في أبيي ستنتقل إلى دوائر أوسع منها. واتهم ودبوك من أسماهم بدعاة الحرب داخل الحركة بالسعي لنسف الاستقرار في أبيي وتقويض حقوق المسيرية في المنطقة وبعث بنداء خاص لدينكا نقوك طالبهم فيه بضرورة استرجاع ملف أبيي لأيديهم وتحريره من من أطلق عليهم الخاطفين مؤكداً أنهم قادرين سوياً كقبيلتين على حل قضية أبيي دون إراقة دماء. وفي السياق ذاته أمهل أبناء مقاطعة بانتيو بولاية الوحدة قبيلة المسيرية (24) ساعة لإطلاق سراح (25) شاحنة احتجزتها الأخيرة وعلى متنها مئات من الجنوبيين العائدين ضمن برنامج العودة الطوعية من جنوب كردفان إلى ولاية الوحدة، وكشفت مصادر ل (آخر لحظة) أمس عن قيام قبيلة المسيرية باحتجاز الشاحنات احتجاجاً على عدم التزام حكومة ولاية الوحدة بسداد أموال التنمية المخصصة للتنمية من عائدات البترول. وتظاهر الآلاف من أبناء بانتيو رافضين الخطوة ودفعوا بمذكرة شديدة اللهجة لنائب والي ولاية الوحدة رافضين ما قامت به قبيلة المسيرية وأمهلوها (24) ساعة لإطلاق سراح ذويهم.