لقد كان موضوع الشهادة السودانية شاغلاً وهاجساً للأسر السودانية خلال فترة الامتحانات، والتى عقدت للشهادة السودانية هذا العام 2016م حيث تسربت بعض المعلومات التي تشير بأنه تم ضبط مجموعة من الطلاب الممتحنين وهم من الطلاب الأجانب- وهذا مما يؤسف له- بأنهم قاموا بكشف وغش بعض مواد الامتحانات، وهم طلاب (أردنيون ومصريون) ومما يعجب له أن الوزارة المعنية وهى وزارة التربية والتعليم العام ظلت فىي حالة سكون وصمت عن هذا الموضوع، ولم تقم وزيرة التربية والتعليم العام- عفى الله عنها- بإصدار أي تصريح أو خبر لهذا الموضوع في حينه، والذي في اعتقادنا بأنه موضوع خطير فهو يمس مستقبل أبنائنا وبناتنا والسيدة الوزيرة لم تقم بإصدار تصريحها إلا بعد أن عم هذا الخبر القرى والحضر- كما يقولون- كما جاء تصريحها مقتضباً ومختصراً ولم توضح من خلاله ما بين طيات التصريح، حيث جاء في التصريح بأن هنالك عدد اًمن الطلاب الاردنيين والطلاب المصريين الممتحنين للشهادة السودانية هذا العام، وقد وصل عددهم 117 طالباً ومنهم 62 طالباً أردنياً و55 طالباً مصرياً قاموا بتسريب بعض مواد امتحانات الشهادة السودانية وقد تم توقيفهم من جانب السلطات الأمنية وخضعوا للتحرى والتحقيق . كان ذلك هو التصريح الذي أدلت به السيدة الوزيرة ،وقد جاء متأخراً- حسب ظننا -وكان من الأوجب أن تعقد السيدة الوزيرة مؤتمراً صحفياً لأمر نحسبه جلل وهو المساس بشهادتنا السودانية بواسطة أجانب يعيشون بيننا وتوضح من خلال ذلك المؤتمر هذا الأمر وكيفية غش الامتحان من هؤلاء الطلاب الأجانب، وتكشف عن السماسرة من السودانيين الذين ساعدوهم على ذلك، حتى يمتلك من يهمهم الأمر الحقائق كاملة إلا أن تصريحها ظل مبهماً حتى هذه اللحظة . نقول هنا إن التصريح الذي أدلت به السيدة وزيرة التربية والتعليم العام قابله أخوتنا بالأردن بكثير من الاستخفاف وبكثير من الإساءة للشهادة السودانية، والتى ظلت على مر الأزمنة والعهود محافظة على سريتها وقوتها وعدم اختراقها وقد شهدنا زماناً كان مراقب الامتحان لا يرى الامتحان وما يحمله من أسئلة إلا مع الطلاب الممتحنين .. أما الآن أن يتسرب الامتحان على أيدى طلاب أجانب فهذه مهزلة لا تغتفر، ولنا أن نقول لأخوتنا بالأردن بأن هنالك الكثير من أخوتنا العرب يحملون الشهادة السودانية وهم يعتزون بذلك، ولنا أن نكتفى بالاسلوب الحضاري الذي قابل به الأخوة من مصر توقيف بعض طلابهم نتيجة دخولهم ضمن الشبكة التي سربت الامتحان، ولابد هنا من أن نشير إلى اولئك السماسرة السودانيين عديمي الضمائر الذين شاركوا في هذا الأمر، ولابد أن ينالوا عقاباً رادعاً حتى يكونوا عظة لغيرهم من ضعاف النفوس . نقول من جانبنا سوف نجتر الماضي بكل ما فيه من فضائل، ونذكر هنا التردي الذي أصاب كل شيء من حولنا وبمثل ما نقول خلال هذ الموضوع (هل بالإمكان إعادة الشهادة السودانية إلى سيرتها الأولى)...!!!؟؟؟ نقول كذلك هل بالإمكان إعادة مشروع الجزيرة، والخطوط الجوية السودانية، والخطوط البحرية، وهيئة الطيران المدني، والنقل الميكانيكي، والمخازن والمهمات، والاشغال ومشاريع النيل الأبيض الزراعية، والجامعات السودانية العريقة، والخدمة المدنية السودانية و......... و............ و ........... والكثير من المؤسسات والمصالح التي وئدت .. هل بالإمكان إعادتها إلى سيرتها الأولى ...!!!!؟؟؟ نتمنى ذلك وبالله التوفيق وهو من وراء القصد،،،