نيالا: أسامة عبد الماجد - محمد إبراهيم * نفضت جنوب دارفور عن نفسها غبار البؤس والتفلت والصراع القبلي، ونظمت معرض نيالا التجاري الاستثماري في نسخته الخامسة، والذي دشنه وزير الاستثمار مدثر عبد الغني، ل (تتدثر) الولاية بذلك بثوب العرس الاستثماري وتقول لممثل الرئاسة وزير الاستثمار إنها (غنية) بالأمن .. كان حفل التدشين كبيراً وقد قاد مدثر وفداً ضخما ضم وزير الدولة بالصناعة د. عبده داؤود وعدد من رجال الأعمال أبرزهم أمين عبد اللطيف، وجدي ميرغني ومأمون النفيدي، بجانب مدراء بنوك ووزراء مالية كسلا، غرب دارفور وسنار ومديري مؤسسات اقتصادية .. كان والي الولاية المهندس آدم الفكي في غاية السعادة بالوفد الاتحادي الذي واضحاً جداً أنه من العيار الاستثمارى والاقتصادي الثقيل، والذي حل ضيفاً بنيالا البحير. النهوض بالاستثمار قدم الوزير مدثر عبد الغني روشته اقتصادية من الممكن أن تشفي علل الولاية، حيث دعا إلى إكمال الخارطة الاستثمارية بالولاية بالتنسيق مع المركز مؤكداً سعي الدولة لتجاوز كل العقبات التى تواجه الاستثمار بالبلاد، وشدد على أهمية أن تتجاوز الولاية التحديات التي تواجه الاستثمار، ووجه عبد الغني بحصر المشروعات الاستثمارية المتاحة بالولاية ومتابعة الاشكالات التى تواجه المستثمرين، بجانب العمل على تشجيع القطاعات الاستثمارية الصناعية، ولفت إلى أن الدولة اهتمت بعملية الاستثمار لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة الاستثمار الأجنبي المباشر، منوهاً إلى أن الولاية بها مقومات وفرص للاستثمار في المجالات الاقتصادية المختلفة، خاصة موارد المياه، الثروة الحيوانية والمعدنية، في ظل توفر البنيات الأساسية من طرق وجسور واتصالات، فضلاً عن سياسات الانفتاح الاقتصادي التى تركت الدولة الاستثمار للقطاع الخاص للنهوض بالاستثمار، وكشف عبد الغني عن جملة التدفقات من الاستثمار في العام 2015 وصلت (14) مليار دولار، وهنأ عبد ألغني أهل جنوب دارفور على نجاح الاستفتاء الإداري علاوة على التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى صاحبت معرض نيالا التجاري الاستثماري، ووصفها بأنها مؤشر ايجابي وأن الولاية تجاوزت المرحلة السابقة إلى التنمية والرخاء بفضل توفير المناخ الامني والاقتصادي. تجاوز مرحلة الأمن ولفت والي جنوب دارفور المهندس آدم الفكي محمد الطيب أن الولاية تجاوزت مرحلة قضية الأمن والاستقرار، ليس بالوصول إلى الغايات، لكنهم في الطريق الصحيح للوصول إلى سلام دائم مستقر على حد قوله، وتابع (لابد من صنعاء وان طال السفر) مشيراً إلى أن المعرض التجاري الاستثماري الخامس حظي بمشاركة واسعة من الشركات ورجال الأعمال والفعاليات المختلفة وبرعاية خاصة من شركة سوداني للاتصالات، وأشار الفكي إلى اتفاقهم مع شركة سوداني بعمل الطريق الدائري من المطار حتى داخل مدينة نيالا تعهدات بتطوير المعرض تعهد وزير المالية والاقتصاد بالولاية يوسف عبدالله الحسين بتطوير معرض نيالا التجاري الاستثماري إلى معرض دولي، لجهة أن مشاركة الشركات كانت نوعية وفاقت ال(50) شركة، ووصفه بأنها بداية حقيقية لاستثمار وتجارة وشركات مع القطاع الخاص، ولفت يوسف إلى وجود تحديات بيد أنه عاد وقال بتكاتف الجهود والأمن والسلام الذي تحقق سيصلون إلى الأهداف المنشودة، وامتدح الحسين الخدمات التى تقدمها شركة سوداني للاتصالات للمواطنين في إطار العمل الاجتماعي وكشف الحسين عن أن المال المتوفر في الولاية يومياً (74) مليارًا تورد في بنك السودان دون أن تستفيد منها الولاية، وتابع يوسف (مدخرات الولاية صفراً بالرغم من أن الولاية الثانية بعد الخرطوم من حيث الكتلة النقدية) وقال يوسف إن الاضطرابات في دول الجوار لا يسمح بالتجارة الحدودية، وتصدير المنتجات بجانب أنها عطلت تنفيذ الاتفاقيات التجارية ، كاشفاً عن وجود ((63 سلعة محتاجة لها دول الجوار الصناعة ومعضلة الكهرباء ولفت الوزير إلى أن (90٪)من المصانع في الولاية معطلة تحتاج إلى كهرباء وتأهيل مما جعل الولاية تتراجع من المركز الثاني الى السابع صناعياً، وفقاً للمسح القومي، مؤكداً أن الحل يكمن في كهرباء الشبكة القومية ومحفظة التمويل التي يتم تدشين فرع لها في نيالا، ولفت إلى توقيع اتفاقية لمشروع الأمن الغذائي (74) مليار لتوفير الحبوب الغذائية للسودان ودول الجوار بحضور نائب رئيس الجمهورية في ختام المعرض بجانب وجود مشروع إنتاج الدواجن، والأسماك والأعلاف قيد التنفيذ، وقال الحسين إن الولاية استعرضت للمستثمرين عدداً من المشروعات التي اكتملت فيها الدراسات، منها سكر وادي كايا، والأسمنت وبعد الصناعات التحويلية، المسالخ ومدابغ الجلود، ولفت إلى وجود مشاركات من الحرفيين والإنتاج الزراعي، الصناعي، التراث والفلكلور الثقافي، وأضاف أن المعرض يضم عدداً من البرامج المصاحبة خلال الأيام الست منها سباق الخيل والهجن، ليالي ثقافية متنوعة من كبار الفنانين، وعرض تراث الولاية ووضع حجر الأساس لنقل التقانات، والاستفادة من الموارد ناقل وطني وإقليمي كشف نائب مدير شركة سوداني للاتصالات وممثل الشركات الراعية لمعرض نيالا التجاري الاستثماري سيف الدين عثمان عن أن شركة سوداني خصصت مبلغ (100) مليون جنيه لتوسيع الشبكات، حيث تم تخصيص جزء كبير منها لجنوب دارفور، بهدف تطوير الخدمات في مدينة نيالا التي تعتبر ناقلاً إقليمياً لحركة الاتصالات من نيالا، الجنينة إلى تشاد لما تمتاز بها مدينة نيالا من موقع تجاري إستراتيجي بين ولايات دارفور وأضاف بأن السودأن تشهد طفرة في الاتصالات يساهم في تطوير الاقتصاد خاصة في دارفور بعد أستتباب الأمن والاستقرار مؤكداً أن حركة الاقتصاد والتجارة لايقوى عودها إلا بالاتصالات واعداً بتقديم الخدمات لمواطني الولاية في إطار المسئولية الاجتماعية للشركة مشاركة مهمة كانت مشاركة وزير الدولة بالصناعة عبده داؤود مهمة لجهة توقيعه على إتفاق صناعي مع الولاية، خاص بإجراء دراسة لمشروع سكر وادي كايا، فضلاً عن استفادة الولاية من عقلية الرجل الاقتصادية والمالية الكبيرة وهو الوزير السابق لمالية شمال دارفور، وأشار داؤود الى أهمية مشروع السكر وحيويته ونوه الى أنه سيكون أقل كلفة بإعتباره مطرياً. وبشأن المعرض قال داؤود أنه يمثل فرصة كبيرة ومهمة لإقتصاد الولاية، وأشار إلى أوجه العمل المشترك مع جنوب دارفور، في حصر القاعدة الصناعية، باعتبارها المدينة الصناعية الثانية من حيث القاعدة الصناعية بعد الخرطوم، وقال إن عمل الوزارة المشترك مع الولاية يمضي الآن في المشروع الوطني للتطوير الصناعي المستمر، وهو يهدف لتدريب الصناعيين والحرفيين بالولاية وأضاف وصلنا إلى 500 فني ماهر.