معرض نيالا التجاري يشهدُ التَّوقيع على عددٍ من الصفقات التجاريَّة نيالا: أبو عبيدة عبد الله عزفت مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور الأسبوع الماضي، لحنًا منفردًا ومختلفًا عن كل الألحان بدارفور والولايات الأخرى، حيث عاش إنسانها أيامًا ستظل خالدة في ذكراه، على خلفية استضافتها لمعرض نيالا التجاري السنوي الثاني، والذي شاركت فيه حوالى «96» شركة، وأمَّه جمهور غفير فاق ال «60» مواطنًا، بمشاركة فخيمة من الفنانين على رأسهم الموسيقار محمد الأمين، برعاية رسمية من شرطة زين وعدد من الشرطان الوطنية الأخرى. المعرض الذي افتتحه الوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل، جاء نتاجًا لمجهودات كبيرة قادها الوالي حمَّاد إسماعيل، ووزير الاستثمار بالولاية عبد الرحيم عمر حسن بلال، أكد ذلك المعرض أن نيالا تملك من البنيات التحتية مايؤهلها أن تنافس مدينة بحري باعتبارها المدينة الصناعية الأولى، وكان هم كل من تحدثوا ل«الإنتباهة» عن فرص الاستثمار حول كيفية طرح بضاعتهم للمستثمرين، فقد كانت مشكلة عدم استتباب الأمن حتى وقت قريب تعد واحدة من التحديات التي تواجه الاستثمار في جنوب دارفور والإقليم عامة، لكن زيارتي إلى نيالا بعد أكثر من عشر سنوات أكدت لي أن تحولاً كبيرًا طرأ على تلك المدينة، وبدأت تسترد عافيتها، فقد كانت ليالي المعرض لا تنهتي قبل الثانية عشرة منتصف الليل، وليلة الموسيقار ود الأمين خرج المواطنون من إستاد نيالا في الواحدة والنصف صباحًا منهم من يمشي على رجلين، ومنهم من يمشي على ثلاث ومنهم من يمشي على أربع. الوالي حمّاد في كل أحاديثه يؤكد ضرورة مواجهة التحديات، خاصة التي تتعلق بالتنمية وجذب المستثمرين، ويشير إلى أ انتظار المركز ليعمل كل شيء للولاية «أصبحت نظرية غير سليمة»، ويباهي الوالي بما تزخر به ولايته من موارد ذاتية في ظاهر الأرض وباطنها، لافتًا إلى ضرورة تفجير الطاقات لإظهار مقومات الولاية. وبدا الوالي مؤمنًا بفكرة الشراكة بين القطاع العام والخاص لإنجاز أي مشروعات تنموية أو استثمارية في سبيل تحقيق تطلعات أهل الولاية. ولقد حقق المعرض جملة من المكتسبات لأهل دارفور وحكومتها تمثلت في طرح السلع الاستهلاكية للمواطنين بسعر المنتج، فضلاً عن تأكيد أن دارفور عمومًا ونيالا خاصة تملك زمام أن تكون مدينة صناعية كبرى وذلك من خلال توقيع عدد من مذكرات تفاهم مع مجموعة من الشركات الوطنية والأجنبية لإنشاء مصانع بالولاية على رأسها مصنع للسكر بالولاية. في الليلة الختامية للمعرض بدأ الوالي حديثه شاكرًا كل من أسهم في إنجاح المعرض وعلى رأسهم مدير المركز الدولي لتطوير العمال، وقال إن لكل «عروس أب وأم ومدير المركز أحدهما»، واحتفى الوالي بأهل ولايته احتفاء خاصًا مشيرًا إلى أنهم لهم الفضل الأكبر في إنجاح المعرض من خلال المشاركة الفاعلة، والمساهمة في حفظ الأمن مع القوات النظامية الأخرى وقال لهم: كنت أود أن أذكر أسماء كل الذين شاركوا إن أُتيحت لي الفرصة أو أن أصافحهم فردًا فردًا، فتجاوب معه المواطنون وصفقوا وهتفوا له، معبِّرين عن شكرهم وامتنانهم، وقدم الوالي شكرًا خاصًا للإعلاميين لمساهمتهم في إنجاح المعرض والوقوف على حقيقة مدينة نيالا بعيدًا عن المواقع الإسفيرية وما يقال عنها لمن لديهم غرض. دينمو الولاية كما سماه الوالي الوزير الشاب عبد الرحيم عبَّر عن امتنانه لأهل الولاية، وأشار إلى أن المعرض حقق كل أهدافه التي قام من أجلها، وأشار إلى أن الولاية موعودة بنشاط استثماري كبير لافتًا إلى أنَّ المعرض القادم سيكون بشكل ولونية أخرى. وقد حضر الختام عدد من ممثلي الولايات من بينهم وزير مالية شمال دارفور ممثلاً لولايات دارفور وأثنى على المعرض وما حققه من نتائج مشيرًا إلى أن ذلك يضاف إلى رصيد دارفور من حيث الرصيد الاستثماري الذي تنعم به دارفور. رئيس الغرفة التجارية بولاية جنوب دارفور موسى عبد العظيم أكد أن المعرض المعرض حقق العديد من المكاسب والفوائد مشيراً إلى أن أهم ما حققه هو إتاحة الفرصة للمشاركين من المستثمرين وممثلي الشركات وقطاعات الأعمال بالمركز للوقوف على حالة الآمن والاستقرار بالولاية. لافتًا إلى أن مدينة نيالا تعتبر المدينة التجارية والتسويقية الثانية في السودان مبيناً أن انفتاح الولاية على دولة الجنوب وإفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا يمثل ميزة داعمة لبيئة الأعمال بالولاية وجاذبة للاستثمارات. على هامش المعرض أُتيحت للصحفيين زيارة المستشفى التركي الذي شيدته دولة تركيا وينتظر افتتاحه الشهر المقبل على يد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان، وهو مستشفى يضم كل التخصصات وقل ما يوجد مثله في السودان. كذلك وقف الوفد على مسلخ نيالا الحديث والمراحل العملية التي تمر بها اللحوم إلى أن تصل إلى الثلاجات ومنها إلى التصدير عبر مطار نيالا الدولي. الزيارة التي قام بها الوفد كذلك لمحلية بليل شرق نيالا أثبتت أن أراضي دارفور صالحة لكل المنتجات البستانية والخضروات، فقد طاف الوفد بمعية وزير الاستثمار ومعتمد بليل على عدد من البساتين المنتجة للفواكه والخضروات والبصل وغيرها من خيرات دارفور. أهم ما خرجنا به من الزيارة أن دارفور بدأت تتعافى شيئًا فشيئًا مما أصابها، فقط تحتاج اليوم إلى تكاتف الأيادي ونبذ الفرقة.