الظروف أضحت مواتية؟.. ربما!! هذا ما يؤكده الواقع، وما تنضح به تصريحات المسؤولين بحكومة جنوب دارفور. الولاية بحسب قيادتها ودّعت المعوّقات الأمنية وبدأت تقلب في صفحات كرّاسة التنمية والاستثمار. ملامح الاستقرار تحكي عنها فاعليّات المعرض التجاري السنوي الأول بإستاد نيالا، وتبرهن عليها مشاركة أكثر من (60) شركة ووفود من رجال الأعمال والبيوتات التجارية ضمن المحفل الذي استمرّ ل (5) أيّام. وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم حكومة الولاية أحمد الطيب اعتبر أن معرض نيالا التجاري الأول – نظمه المركز الدولي لتطوير التجارة بدارفور بالتعاون مع حكومة الولاية – قد أحدث حراكاً اقتصادياً واجتماعياً بالمنطقة، وقال في المؤتمر الصحفي المنعقد بمناسبة ختام فعالياته السبت الماضي إن المعرض أسهم كذلك في انخفاض معدلات الجريمة بالمدينة طيلة الأيام الماضية. في السياق كشف مفوض الاستثمار بالولاية عبد الرحيم عمر حسن عن جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تم توقيعها بين حكومة الولاية والشركات والبيوتات التجارية علي هامش أعمال المعرض التجاري – من 1 وحتى 5أبريل – أبرزها كما قال تلك المذكرات التي وقعت مع الوفد التشادي المشارك برئاسة وزيري التجارة الخارجية والطرق ومستشار الرئيس التشادي للشؤون الاقتصادية، ومقتضاها فتح تجارة الحدود بين ولايات دارفور ودولة تشاد، بجانب تعهد الشركة السودانية لمطابع العملة بإنشاء (5) مكتبات، بكلفة كلية تبلغ (5) ملايين جنيه سوداني، بينما تقدمت شركة (بزيانوس) بطلب للاستثمار في تطوير الصناعات المحلية والاستفادة من الإمكانيات التي تتمتع بها الولاية من المنتجات المحلية فضلاً عن المشروع الذي تقدمت به شركة البحر الأحمر لإعداد خريطة للاستثمار بالولاية، بجانب مذكرة التفاهم مع شركة سكر كنانة لتوطين صناعة الأعلاف بالولاية التي تمتلك نسبة(27%) من إجمالي الثروة الحيوانية بالبلاد، ودخول شركة منازل العقارية للاستثمار في المجالات الخدمية والعقارية والتطوير التجاري، ومع شركة مأمون البرير لتطوير صناعة المنتجات الغذائية. هيئة سكة حديد السودان – بحسب ما مضي مفوض الاستثمار بالقول – أكدت عزمها علي تذليل كافة معوقات الترحيل خلال المرحلة المقبلة لتطوير الاقتصاد بدارفور، وأكد عبد الرحيم أن قانون الاستثمار بالولاية يحوي الكثير من الميزات التفضيلية التي تشجع الراغبين في ولوج أبواب الاستثمار بالولاية، وتعهد بتذليل كافة معوقات الاستثمار الذي بدأ بالولاية والسعي لتطوير المشاريع الاستثمارية بمحليات الولاية (مواقع الإنتاج) ، مؤكداً علي توفير الضمانات المرتبطة بالوضع الأمني والسياسي، منوهاً إلي أن حكومة الولاية أمّنت علي إنشاء مقر دائم لمعرض نيالا التجاري، الذي تّم تحديد قيامه في أبريل من كل عام، وأضاف أن المعرض القادم سيبدأ الترتيبات له منذ الآن، تأكيداً للمكاسب التي تجنيها الولاية من تنظيمه. مفوض الاستثمار أشار خلال حديثه إلي أن حكومة الولاية أنشأت مجلساً أعلي برئاسة والي الولاية ومفوضية لتشجيع الاستثمار، وأضاف أن الأخيرة تتركز مهامها في (4) محاور، تتمثل في القطاع الزراعي بشقيه (النباتي والحيواني) ، الثروة المعدنية، الصناعة، والخدمات الاقتصادية المتمثلة في (النقل، السياحة، الطرق، التعليم والصحة) ، وقال إنهم سيعملون علي توجيه إمكانيات الولاية للاستثمار في المشاريع التي وصفها ب (الكثيفة الأعمال)، بالتركيز علي مشاريع البنية التحتية في محليات الولاية لربط مناطق الإنتاج بالأسواق، بالإضافة إلي توجيهه لزيادة الصادر. رئيس اللجنة العليا للمعرض، ووزير الزراعة بالولاية الدكتور إبراهيم الدّخيري قال إن المعرض مثل رسالة قوية للعالم بمدي الاستقرار الذي تشهده دارفور، وقال الدّخيري إن السودان يعاني كثيراً من نقص في زيت الطعام، في وقت تنتج منه جنوب دارفور ما يقارب ال (60%) من إجمالي إنتاج البلاد من حبوب الفول السوداني.. وأكد علي ضرورة قيام مصانع لإنتاج زيت الطعام حتى تكفي الولاية حاجة السودان، منوّهاً إلي أن أمر طريق الإنقاذ الغربي وتأهيل خط السكة الحديد يعد من أبرز اهتماماتهم باعتبارهما مفتاحا الاستثمار بدارفور. من جهته كشف مدير المركز الدولي لتطوير الأعمال بدارفور، عبد اللطيف علي عن توقيع اتفاقية مع دولة الصين لتنظيم رحلات لرجال الأعمال بدارفور إلي بكين فضلاً عن برنامج المسح الإحصائي لحصر الأعمال الموجودة بدارفور لمعرفة حجم رأس المال وتقسيم الأنشطة بتمويل من الاتحاد الأوربي ليساعد متخذي القرار علي وضع الإستراتيجيات التي تتعلق بتطوير القطاع الخاص بدارفور، وتابع: (نحن نجلس علي كنز اقتصادي في جنوب دارفور ولا بدّ من مفاتيح لهذا الكنز)، وقال إن خطتهم للمعرض القادم هي استقطاب شركات عربية وشرق أوسطيّة للمشاركة بمنتجاتها، والاستثمار بدارفور. إلا إن البعض يري أن المعرض لم يكن بالمستوي الذي كان يتوقعه المواطنون والمراقبون، وأقر بذلك مفوض الاستثمار بالولاية عبد الرحيم حسن، حين قال إن المشاركة في المعرض كانت ضعيفة، وعزا ذلك إلي عدم تحديد بعض الشركات موقفها من المشاركة إلا قبل يوم من انطلاقه أعمال المعرض، علي الرغم من أن الدعوات وزعت لها منذ يناير..!! وأشار إلي أن الترتيبات للمعرض القادم ستبدأ منذ الآن، كاشفاً عن طرح(8) فنادق يتم إنشاؤها قبل موعده المقرر،بجانب السعي لإيجاد مقرّ دائم للمعرض وتأهيله بالصورة المطلوبة الولاية من وجهة نظر بعض المراقبين ما زالت مُجابهة ببعض المعوقات التي يمكن أن تمثل حجر عثرة أمام المسألة الاستثمارية بالولاية، من طرق وكهرباء وبنيات تحتية جاذبة، بيد أن سياسة التوجّه العام لتشجيع الاستثمار في الموارد غير البترولية التي تتمتع بها البلاد سيجعل من جنوب دارفور بلا شك إحدى الواجهات التي ستدرّ علي خزانة البلاد الكثير،خصوصاً أنها عقدت العزم واقتحمت التجربة..!! نقلا عن صحيفة الأهرام اليوم السودانية 11/4/2012م