إني أعشق بطلاً.. قد أغرق كل الأبطال ولم يغرق.. إني أعشق بطلاً يدعى الموج الأزرق.. أسفت كثيراً لحال هذا الشاب الذي يعشق الموج الأزرق، الذي جادت قريحته بهذه الكلمات.. وامتلأت بها صفحات التواصل الاجتماعي.. الأمر المؤسف ليس في حب هذا الشاب لفريق بعينه.. ولكن حاله مثل الكثيرين من المتعصبين الذين يذوبون عشقاً في حب أنديتهم، وحب الساحرة المستديرة.. ولكن مثل هذه الكلمات قد تصبح في غمضة عين، دعوة مفتوحة للسجالات والملاسنات، ويصبح هذا الحب مدعاة للتعصب المشحون بالكراهية، وقد يتخطى هؤلاء المشجعون حدود اللياقة والذوق، وتصبح أرواحهم (غير رياضية) على الإطلاق وأصبح هذا المشهد يتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة في نهايات المباريات، فقد أصبحت الشتائم والاشتباك بالأيدي بين الجماهيرمن جهة، وقوات حفظ الأمن من جهة، نتيجة حتمية لايحتاج التنبؤ بمآلاتها إلى كثير جهد وعناء. ما زالت الرياضة في السودان.. في أمس الحاجة ل(خارطة طريق)، للخروج بها من مأزق الهزائم المتكررة خاصة في المحافل الدولية، ورغم التغيير الكبير الذي نشهده من حين لآخر في الطواقم الفنية والإدارية.. إلا أن المشهد الرياضي ما زال يلفه الضباب، فمستقبل الفرق الرياضية الكبرى، وحال الرياضيين لم يبارح مكانه، إلا أننا لم نغادر خانة الذين لا يجيدون سوى البكاء على النصب التذكارية لأمجادهم المندثرة.. وحين تسأل عن انتصاراتهم تجد أن النصر الكبير والزخم الوحيد الذي ما زال يعزينا كسودانيين هو أننا من (مؤسسي الاتحاد الأفريقي) لكرة القدم، وهذا قبل أن يحجب بعض الإداريين سماء الرياضة بالأكاذيب، ويشخصنون القضايا الرياضية الكبرى ويحولون الأندية، من مساحات للحرية والجمال، إلى مسارح للصراعات وتصفية الحسابات الشخصية. ولا يخفى على أحد أن الشحن الزائد والضغط العصبي قد يخصم كثيراً من تألق اللاعبين.. ويؤثر على أدائهم وبالتالي نتائج المباريات، وما أجمل أن نسمو على تعصبنا، ويضع اللاعبون أوطانهم نصب أعينهم ويجتهدون.. فقد مللنا أخبار الدسائس والمؤامرات التي تحاك بليلٍ للنيل من أشخاص بعينهم.. نختلف معهم في طريقة التفكير، حتى لا نفتح الباب أمام الذين يتاجرون بعواطف الناس أو حتى سمعة البلاد دون حياء بعيداً عن التجرد واحترام الذات والمعايير المهنية العالية، ولا عزاء اليوم للذين أرادوا أن يسجنوا عقولنا داخل كرة تتقاذفها الأرجل إن هوت هوينا، وإن ارتفعت ارتفعنا.. وشتان ما بين مباريات ديدنها الوطن والكرامة.. ومباريات ديدنها الدَّجل والمشعوذين و(الأناطين)، والأنطون للذين لا يعلمون هو الفكي الذي يلجأ إليه إداريو أنديتنا لحسم نتائج المباريات المهمة، والعهدة على صحفيي إعلامنا الرياضي.