(الليلة هوي يا جنا نحن الخير ضونا) غني عن القول أن مشاريع النفير هذه متأصلة في المجتمع السوداني خاصة الشمالي منه، وهي نظام اجتماعي عادة ما يرتبط في الأذهان بالأوضاع الاستثنائية كمواسم الفيضان والحصاد..عليه ليس مستغرباً مع الانعطافات الاقتصادية والأزمات التي تهدد مسيرة التنمية أن تلجأ الحكومات لهكذا مشاريع تعزيزاً لمسيرة التنمية، وترقية للخدمات، وتجاوزاً للتحديات التي تجابهها.. ولم تكن الشمالية استثناءً في هذا المضمار.. فقد سبقتها شمال كردفان والجزيرة، ولعل رئاسة الجمهورية عملت على تعزيز هذا النهج بمضاعفة سهمها تبعاً لما تجمعه الولاية ..ولست في حاجة لتأكيد أن مشروعات النفير تستهدف في المقام الأول الفئات المقتدرة الفاعلة اقتصادياً كأصحاب الرساميل وأرباب الأموال وأصحاب العمل، والمغتربين من أبناء الولاية ..فضلاً عن الاستفادة من جهود وخبرات الاختصاصيين كل في مجاله.. ومن الفوائد التي تستهدفها مثل هذه المشاريع تهيئة مناخات الوحدة وتعزيز ثقافة العمل الجماعي المشترك بين مكونات المجتمع على اختلاف مشاربهم ومنطلقاتهم، التفافاً حول المقاصد العليا والقواسم المشتركة.. وهي لذلك تخاطب الجميع ولا تستثني أحداً.. عليه أرى التعاطي الإيجابي مع هذه المشاريع لتحقيق الأهداف العليا وتحريكاً لعجلة التنمية.. مع أهمية تدارك الهنات والعقبات والتجاوزات التي تلازم المسيرة وتكتنفها بين الفينة والأخرى، آخذين في الاعتبار أن لا خسارة متوقعة لهكذا مشاريع أو مبادرات تحشد الجهود وتعبئ الطاقات وتوجهها حسب الأولويات ..والله نسأل التوفيق والسداد للمبادرين ولكل من كان له سهم من أجل نهضة الولاية التي تستحق الكثير.. والله الموف الولاية الشمالية - وادي حلفا