ظهرت في الآونة الأخيره آخر تقليعات التقليد القبيح في صالات الأفراح للعرسان وزفة العرسان (وتعال شوف فرجة بالمجان )أرسل لي أحدهم مقطع فيديو لزفة هي الأغرب من نوعها على الاطلاق، إذ تدخل فجأة الى صالة الفرح عربة إسعاف تتوسط الحضور، ويقوم أفراد موزعة عليهم أدوار التمثيلية الهزلية لحظة جد بمنع الناس من الهرج والعويل وغيره ، وإبلاغهم بأن هناك مفاجأة سارة بانتظارهم، وماهي إلا لحظات يأتي العريس من بوابه غير التي دخلت بها عربة الإسعاف، ومن ثمّ يقوم بفتح الباب الخلفي ومعه معاونون وسط خلعة الحضور والضيوف من الأهل والأصدقاء الذين نزل سهم الله عليهم «بالسكري والضغط من هول المنظر» ليقوم بإنزال «سرير المرضى الخاص بالحالات الحرجة لا نعاش حياتهم كسبا للزمن» وعليه عروسته وهي شبه جثة خامدة فينصرف معاونوه ويتركوه معاها في وسط الصالة والكل يصرخ وأم العروس «تقع مغشيا عليها»وخالاتها يصرخن ويضربن «العويل والوووب علي»، وكل الناس مخلوعة وتحدث حالة من الفوضى بعدها يقوم العريس بتقبيل عروسته أمام «خلق الله وأمة لا اله إلا الله» لإعطائها قبلة الحياة لتدب الحياة في أوصالها لمن ليس لديها حياء فتقفز من سريرها معلقة في رقبة العريس لتبدأ الموسيقى والنطيط والرقيص وعينك ما تشوف إلا الهباله والعباطه في ثوب الرقي والمواكبة والتفرد، والعريس فرحان يحمله أصدقاؤه وكأنه صلاح الدين الأيوبي في زمانه. .. كيف لا وهو الذي أتى بما لم يأت به كل من سبقه بالزواج ..اتفرجوا في هذا العبث اللا أخلاقي، والمضحك المبكي أن وليانه من ذوي طبقات العمائم الطوافة من الرجال يرقصون له «العرضه والصقرية» تتويجاً له بهذا المسخ المشوه من الفرح في ظاهره والحزن من الانزلاق وراء التقليد والتفاهات في باطنه . منظر آخر لشاب اجتمعت لديه كل معاني عدم الحياء وقلة الذوق والأدب هو وعروسته يستعرضان معاً موضة «السجم والرماد»، باسم التطور حيث يقوم العريس بتقبيل عروسته بإدخال مادة جديدة في مدرسة عاداتنا وتقاليدنا «اللحقت امات طه» في يوم الجرتق بأن يسكب عريس السرور اللبن في فم زوجته بدلاً من (رشه) عليها حتى لا تُصاب بالأذى الجسيم و«تتلخبط لوحة المكياج» المكلفة ملايين «حيرني لا عرفت حارقاهو قريشاتو وخاف من خرابها ولا عرفت عاجباهو ليك حكاية القبلة دي قدام الناس كية للعزابه» بالله اتفرجوا والأمثلة كثيرة يشيب لها الرأس من كثرة ما نرى ونسمع، بالله عليكم هؤلاء هم الرجال الذين سينجبون أبناء لمستقبل هذا البلد، الذي ينتظر مهديا لتحريرها من سوء المنقلب في السلوك والمعتقدات ..وينو أخو الإخوان البلثم بت الجيران بالتوب والطرحة ناهيك عن أخته ..وينو راجل الحوبه البفج النار ساعة الحوجة ...في أمثال هؤلاء الذين ينتهكون عروضهم في مسخ وعدم حياء وقلة أدب دون مراعاة لمشاعر الناس ويمارسون هواية العشق القبيح أمام خلق الله في العلن «عيني عينك» ...والغريب في كل هذا أن هناك شركة اسمها بروفات زفة العرسان هي من تقوم بإعداد وإخراج هذه المسرحيات الهزلية ..بمبالغ طائلة ليقوم شخص معني بتدريب العرسان... من هذه الشركة وأهل العروسين كمبارس لتكملة الفرح الحزين. ..... هذا غير مصاريف الصالة والعشاء والطاقم المضيف ..والتورته. ..(وحكومة العروس) من وزيرة مكياج ووزيرة فستان الزفاف ووزيرة الحناء الى آخره من حكومة وفاسدة ...للشوفانية والبوبار في أعلى معانيه.. ينتج عنها طلاقات بالجملة مما تزيد معدلات النفسيات والأمراض المستحدثة من «خلاص فلست والمعاي كملت» سوسنة زفيتك يا وطن فرحة مع النسمات طورية وكوريك لأرض تئن آهات ثمار وزهور تتاوق فوق للنجمات عريسا على النيل وأرض الطابيات