جمعها الدبابين، والدبابين مصطلح يطلق على ثلة من المجاهدين الأخيار الذين ضربوا أروع الأمثال في التضحية والشجاعة والصمود للدفاع عن البلاد أيام الهجمة الشرسة التي سميت بالأمطار الغزيرة، الذي يقدم روحه رخيصة يدافع عن شرف بلاده وأمنها واستقلالها ..ما هو بقاسي القلب ولا فظ ولا غير مهتم بأمر الناس، بل هو كريم غاية الكرم حتى منتهاه لأن الشهداء أكرم منا جميعاً. وإذا تقهقر الفكر وتبدل الحال بفعل اللعبة السياسية، هذا لا يسلب ولا ينقص حقوق المجاهدين ووقفاتهم البطولية ولا حبهم لعقيدتهم وولائهم لها، ولا تضحياتهم لينعم أهلهم بالأمن والسلام، في حقبة الدبابين كان كل الناس يدعون لهم بالنصر والثبات وكانت مفخرة لمن يسجل اسمه في قائمة الدبابين، عاش السودان مرحلة مخاض ووهن وضعف وتقلصات قبل انفصال جنوب السودان، كان توجه الدول العظمى هو تغيير النظام في السودان تغييراً شاملاً وليس تغير واجهات ولا تبادل دوار، إنما كان المخطط طمس الهوية الإسلامية وليست الهوية الإسلامية السياسية وإنما المعنى الهوية الإسلامية السكانية، لصالح العلمانية الفكرية ومن لا يعلم هذه الحقيقة العلمية، عليه أن يراجع الأحداث من حوله ويرد على بعض الأسئلة التي توضح الحقائق أن المستهدف الإنسان المسلم في أي نظام، هل سوريا كانت تحكمها حكومة إسلامية اذاً لماذا حدث ما حدث، هل مصر في عهد مبارك تحكمها حكومة إسلامية، وهل كانت ليبيا في عهد العقيد القذافي تحكمها حكومة إسلامية بالطبع لا اذاً لماذا حكم على هذه الأنظمة بالزوال وعلى بلادهم بالدمار، النظرية هي الخوف من الكم الهائل لعدد السكان المسلمين المستقرين الذين دبت فيهم روح التدين، وكانت كما يطلق عليها الضربة الاستباقية ولإعادة صياغة خارطة العالم العربي بروئ جديدة وأسباب سياسية واقتصادية وعقدية لهم فهم يعرفون ماذا يريدون وكيف يصلون لتحقيق أهدافهم، إنما نحن مازلنا سطحيين وجدليين وغائبة عنا الحقيقة بفعل فاعل . في هذه اللحظة تجدني أحيي المجاهدين وأخص منهم الدبابين ونترحم على شهدائنا الأكرمين، وحاج ماجد سوار نحسبه ما هو إلا أحد المجاهدين الذين ينطبق عليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم) : ( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى (ونحيي الشهيد علي عبد الفتاح قائد الدبابين وأخوانه، أمة لا تفتخر بمجاهدات أبنائها ،كيف يتأتي لها البقاء يحكي التاريخ عن كثير من العظماء الذين حاربوا الأعداء حرباً اكسبتهم الاحترام من أعدائهم وقاموا بتحيتهم بعد موتهم أو بعد القبض عليهم أسرى وعاملوهم معاملة الأبطال وهم يرفعونهم الى المشانق، فنجد أن البريطانيين تحدثوا عن الجندي السوداني في كرري فقالوا لولا السلاح الناري لما هزمناهم، والايطاليون قالوا عن ثورة عمر المختار قتلناهم ولكن ما هزمناهم . دعوة للمحافظة على الإرث الجهادي دون شوائب، ونرجو أن نسمع من الأخ حاج ماجد سوار الحقائق عن السودانيين في ليبيا . وقفة ؟ كيف صمم سيدنا عمر وهو القائل من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده أو يرمل زوجته فليلحقني وراء هذا الوادي، وهو كان يقف أقوى المواقف الجهادية وهو الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل ومن الأوائل الذين حملوا سيفاً في الإسلام، قال عنه الد أعدائه حينما وجدوه نائماً تحت الشجرة حكمت فعدلت فنمت غرير العين ياعمر، أنهم خريجو المدرسة المحمدية . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل الذمة) من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامة . وتأكيداً لمبدأه هذا، فقد حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب أن رأى شيخاً كبيراً من أهل الجزية يسأل الناس فقال ما انصفناك إن أكلنا شبيبتك ثم نأخذ منك الجزية . ثم كتب لعماله أن لا تأخذوا الجزية من شيخ كبير، بل في هذه الحالة فإن الدولة الإسلامية تكون مسؤولة عن مواطنيها غير المسلمين، هذا تأصيل لمبدأ المواطنة في الإسلام فالإسلام يعرف الوطنية والمواطنة ويعرف حدوده الجغرافية، وما خروج جيوش المسلمين من سمرقند رغم أن جميع أهلها مسلمين إلا دليل على ذلك.