لا أدري من قال لموديل الإعلانات مونيكا روبرت إنها مطربة وأنها يمكن تغني، أو من أوهمها أنها نجمة غنائية، فليس كل من ينجح في تقدم الإعلانات التلفزيونية يمكن أن يصبح مطرباً أو مطربة، فللمجال الغنائي أهله و(ناسو) والذين لا أعتقد أن من بينهم مونيكا، وهذا ليس حديث انطباع شخصي، لكن هذا ما تقوله تجربتها الغنائية الفقيرة. مونيكا ظلت وفي معظم الحوارات التي أجريت معها تحدثنا عن تجربتها في الزواج من أحد رجال الأعمال المعروفين، وهي تجربة لا تهمنا ولا تهم المتلقي العادي في شيء، فالفنان دائماً ما ينتهز فرص الإطلالة على الجمهور ليحدثهم عن جديده وعن أهم أخباره الفنية وليس تفاصيل حياته الخاصة. على مونيكا أن تعود إلى تقديم الإعلانات وتتناسى (حكاية) أنها مطربة (خالص)، لأنها وطوال السنوات التي حدثتنا فيها عن تحولها للغناء لم تقدم لنا ولا أغنية واحدة لها نكهة أو لون أو رائحة، مع أنها تغنت بالعشرات من الأغنيات، لكنها أغنيات بلا أثر لأن الأغنية تقاس بمدى سرعة وصولها للمستمع، وأثرها على المجتمع وليس ب (عدادات) الحفلات. ليس مونيكا وحدها من توهم نفسها بأنها مطربة، فمثلها العشرات من اللائي وجدن الساحة مهيأة لإستقبال اي صوت وأي تجربة، بعد التشجيع الذي وجدنه من بعض معدي البرامج في بعض القنوات الفضائية، من الذين فتحوا لهن الاستديوهات والأثير ليقدمن تجارب فطيرة تحت مسمى أغنيات التراث والسيرة بمباركة مديري البرامج. لذلك ليس غريباً أن نسمع صباح كل يوم صوتاً غنائياً جديداً تسبقه صفة فنان أو فنانة وألقاباً نزلت عليهم من كوكب آخر غير الأرض من شدة غرابتها، وبعضها كالطلاسم لا يفهم منها شيئاً. لكن الغريب أن مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية يقف موقف المتفرج مما يحدث في الساحة الفنية، دون أن يكون له دور في تنظيم المهنة والتي يحتاج تنظيمها لإرادة قوية لا تعرف المجاملات، تحدد من يستحق أن يمارس المهنة ومن لا يستحق، والأغرب أن الأمين العام للمجلس قال في حوار إذاعي قبل يومين إنهم فشلوا في تنظيم المهنة، وأن ذلك بالأمر الصعب، وطالب سيادته الفنانين بضرورة الإنتماء لنقابة الموسيقيين وتسديد اشتراكاتهم التي ستعود لهم في (يوم الحوبة). خلاصة الشوف: من يراقب آداء بعض الإذاعات الخاصة .. من يحاسب؟