٭ سألتني مذيعه قتاة النيل الأزرق،في برنامج (قبل الطبع) أمس عن السيول والأمطار في العاصمة وعن المعالجة.. سرحت لثوانٍ مع عربتي التي فارقتني مع أول مطرة اجتاحت العاصمة.. كادت عيوني أن تدمع وتذكرتها وهي تقبع الآن بأحد مشافي السيارات بالمنطقة الصناعية الجديدة بشارع الغابة!! لقد كانت واحدة من ضحايا خريف هذا العام. ٭ لقد خرجت من الصحيفة بعد توقف الأمطار.. في طريقي للبيت بدت شوارع الأسفلت أمامي كمجموعه من الأنهار والروافد والخيران.. شلالات المياه تندفع بعنف و(المويه حدها الركب) على جانبي الطريق تساقطت السيارات (كالجراد المرشوش)..السائقون باتوا ضحية الظروف.. والعربات بمختلف ماركاتها (شرقانه) و (غمرانه) عربات سيئة الحظ رمت بها الأقدار أن تضحي سودانية وتحمل لوحات ولاية الخرطوم.. لقد كانت في بلدان (المنشأ) مرطبة ومنعمة ما الذي رمى بها في بلاد السيول والأمطار والفيضانات و (الحفر) و (الحفر)- مرة بفتح الحاء وتارة بضمها في الثانية! ٭ المهم واصلت سيري بهذه (البرمائية).. كنت أقودها في حالة من الحذر والإشفاق كحال من يحمل طفلاً مريضاً في طريقه للحوادث.. أي حوادث في الخرطوم. حالي أشبه بقبطان يقود سفينه في أعالي البحار. ٭ وصلنا الدروشاب كيف.. أنا والسيارة ما عارف؟ المهم (بطلتها) وأنا على ثقة بأنها (ما بتمرق منها) ولقد صدق حدسي!! ففي الصباح بدا صوتها ضعيفاً وواهياً و (تطرش) من العادم وأجزاء أخرى من جسمها المعتل.. ٭ عافرتها ومشيت.. أمامي مختلف الورش والصناعية.. لافتات وعلامات وكلام كثير..لافتات كلافتات المشافي والمستوصفات.. ويبقي السؤال كيف تعثر على الطبيب العلاج الناجع؟ أكثر من ثلاثه أيام وأنا أسمع مختلف النظريات والتفسيرات لعلة السياره التي دخلتها من أول مطره بولاية الخرطوم. ٭ الأول قال (طلمبه) يا عمك.. ذهبنا لأول صيدلية.. عفواً دكان إسبيرات.. جيب الأصلي يا عمك ما ادقسوك.. تم التركيب ومافي حاجة.. يا عمك حاسبني أنا ماشي.. لكن بكره نراجع الضفيرة!! بكره أحضرنا أخصائي آخر.. أفتي بأن (الطرمبه كويسه).. الحكاية استارتر.. اشتريناه ما نفع..!!. ٭ مشينا لي واحد تاني.. قال لا يستطيع معاينة الحالة في الشارع.. جيبوها بإسعاف (سحاب) للورشة، حيث أجهزة الكشف متوفرة.. هناك أخبرنا (سعادتو) بأن العلة (الكمبيوتر)..الكمبيوتر دخلته مويه.. قلت له يا فالح كيف تصل (للطبلون).. الأخير قال لنا (الكتينة) لابد من فك (المكنة).. والقصة لا زالت مستمرة وعلى قول ودبادي (عاد لاوين)..!! ٭ نعم سألتني (أسماء) في قناه النيل الأزرق، وقلت ما قلت على طريقة (بسمارك الخارجية).. وهنا أجيب على السؤال على طريقه (بسمارك الداخلية) وأحكي كمواطن متضرر من خريف الخرطوم.. يا جماعة إذا اشتكيت ولاية الخرطوم مطالباً بتعويض (بكسب القضية)؟ أفتوني يا (ساطع) بكسب ولا (احتسب) زي كل مرة!!