نزول المطر فأل خير .. ودلالة على الرحمة ... ومع اقتراب شهر المغفرة والرحمة .. رمضان شهر الصيام.. والعبادة... فإن الأمطار .. تلطف الجو قليلاً.. وتقلل من لهيب الشمس الحارقة ... وتعطي بعض الإحساس بالراحة.. لكن هذه الأمطار .. تكشف لنا تماماً عن سوء شوارع العاصمة... بل والأحياء... فعندما تخرج للعمل بعد أمسية ممطرة تجد الحفر الممتلئة بالماء .. والأزقة وقد امتلأت عن آخرها بمياه الأمطار... وتبدأ في الحركة وكأنك في سرك لألعاب الخفة.. تقفز هنا ... وتقفز هناك.. ورزاز المياه القذرة... يعلم ملابسك بقوة على.. في... الشوارع المرصوفة .. ممتلئة بالماء والوحل.. حتى السيارات .. تبدو وكأنها ثعبان وهي تتلوى لكي تتفادى الوحول... وصاحب السيارة غير مكترث للمارة ... يرشهم بالماء المتناثر من إطاراته ... وهو يلعن تلك القذارة التي أصابت سيارته... عجباً... اهتمامه بالعربة أكثر من اهتمامه بالإنسان الذي يمشي بجانب الطريق... وعما إذا كان هذا الماء الموحل بالطين قد أصابه أو حتى يعتذر... وهذه ليست حالة جديدة .. فالشوارع غير مؤهلة .. والحفر ... والبرك المائية في كل مكان .. ليس هناك جديد.. (نفس الشوارع والبيوت)...ونفس الشوارع هي هي.. لم تتغير .. وفصل الخريف هو ... هو .. لم يغير مواعيده... ولم يستأذن .. ولن يفعل ذلك . فلا الشوارع ولا الخريف.. لديهم المقدرة على التغيير... ولكن الإنسان يستطيع فهو أساس التغيير.. فلا تستطيع الشوارع أن ترمم نفسها بنفسها.. ولا يستطيع الخريف أن يختفي من الفصول الأربعة... فالخريف قادم.. والشوارع حالتها ترثي... والمواطن مجبور على العبور... وجسور الحجارة مشكورة تحت تصرف أي عابر... ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن تكون الحلول سريعة .. وأن نفكر في كيفية التحسين .. وأن تكون الجهود تحت النظر .. ومحسوسة من المواطن البسيط... فالأمطار قادمة قادمة... والحفر لن تبارح مكانها اختيارياً...