وجد توقيع المعارضة على خارطة الطريق أصداء واسعة لدى أهل السودان باعتبارها ستمهد لإنهاء الحرب التي عانت منها البلاد لسنوات طويلة، وعمت الفرحة الكبيرة مواطني ولاية جنوب كردفان التي عانت من ويلات الحرب وتأثرت بها بصورة كبيرة، خصوصاً بعد أحداث 6/2006 التي قصفت فيها مدينة كادقلي إيذاناً باندلاع حرب جديدة بين الحكومة والحركة الشعبية شمال،إلا أن النبأ الذي الذي جاء من فندق ريدسون بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وقع برداً وسلاماً على إنسان الولاية الذي ظل يستنشق رائحة البارود ودخان (الآربجي ) وأصبح يتوق للهواء النقي ومنظر الطيور تحلق في الجبال. (آخر لحظة ) استطلعت عدداً من أبناء الولاية حول توقيع قوى نداء السودان على خارطة الطريق وخرجت بالحصيلة التالية. مؤسسات قومية: منسق الأحزاب السياسية بجنوب كردفان بدر الدين مصطفى محمود وصف الخطوة بقاصمة الظهر لدعاة الحرب ورسمت الفرحة على وجوه الساحة السياسية باعتبارها تكملة لمسيرة السلام التي ظهرت في بعض مناطق الولاية،مبيناً أن جنوب كردفان من أكثر الولايات التي تأثرت بويلات الحرب وتعطلت فيها التنمية وزهقت فيها الأرواح،وطالب بدر الدين المتحاورين بالإسراع في تحيق السلام بعد التوقيع الذي تفتحت به أسارير المواطنين. مزيد من التنازلات: من جانبه رحب المؤتمر الوطني بالولاية بالتوقيع واعتبره بداية مشوار حقيقي للسلام يفتح صفحة جديدة للولاية لإنهاء الصراع الذي تأثرت به طوال سنوات الحرب،وقال رئيس القطاع السياسي للحزب بالولاية عثمان يوسف المنصوري " كنا حريصين على تحقيق السلام ونتوق له و إن الولاية تسع الجميع ومستعدين لتقديم المزيد من التنازلات لمصلحة السلام والمضي في التنمية التي توقفت بسبب الحرب. يوم عيد: رئيس الحركة الشعبية تيار السلام بالولاية عبد المنعم محمد مكاوي قال ما حدث في أديس يمثل بشارة كبيرة لأهالي جنوب كردفان وظهر الفرح في الوجوه، وأصبح المواطنيين يهنئون بعضهم بعضاً بهذا الحدث كأنه يوم عيد، مما يؤكد جاهزيتهم لاستقبال السلام. الأمين العام لحزب العدالة بالولاية محمد حسين الإمام قال إن التوقيع رغم أنه يمهد للسلام لكافة أبناء الشعب السوداني،وليس جنوب كردفان فحسب إلا أن الفرح هنا أكبر،والخطوة تمثل إضافة حقيقية للحوار الوطني،رغم أن البعض يتخوف من عدم مصداقية وجدية الأطراف الموقعة في إحلال السلام. تفاءل وحذر ويقول المواطن الغالي محمد الغالي من ابناء ابو جبيهة بولاية جنوب كردفان ان الحرب افقدتنا اعزاء،فلا يوجد اليوم دار الا وتأثر بالحرب،مما يجعلنا ننظر لتوقيع المعارضة على خارطة الطريق بتفاءل وحذر في نفس الوقت فالتفاءل لاننا سنرى اهلنا الذين انقطع تواصلنا معهم في مناطق هيبان وام دورين وابو كرشولا وغيرها من المناطق بسبب الحرب ،ولذلك اصبح السلام انشودة واشواق ،اما الحذر من تكرار تجربة نيفاشا التي صاحبها وجود جيشين وحكومتين لم يعملا في تناغم طيلة سنوات الاتفاقية، فالمواطن على استعداد لتناسى مرارات الحرب والعمل من اجل التنمية . ولم يكن حديث المواطن جلال الياس ببعيد عن حديث الغالي ،الذي قال ان المواطنين يهنئون بعضهم البعض بهذه الخطوة التي اتخذتها المعارضة في سبيل المضي نحو السلام،واضاف نحن كمواطنين في المنطقة الاتفاق يعني لنا الكثير،لاننا جربنا الحرب ولذلك نريد ان يتحقق السلام