ملخص ما نشر: ستنظر اليوم قضية التاجر الريفي ومربي الأغنام التي رفعها ضد أحد الرعاة الإجراء لديه. الراعي لمحاميه: أرجوك أن تجد لي مخرجاً من حكاية اليمين. المحامي: أنت عنيد كالبقل العجوز القاضي: لن يسمع أقوالك إلا إذا حلفت اليمين أولاً. الراعي : أسمع ..الدنيا برد سأتظاهر أني مصاب بالتهاب يجعلني عاجز عن أخراج صوتي. المحامي : ولو سيتلو القاضي اليمين وأنت تشير برأسك علامة الموافقة والتأمين. الراعي: وفي هذه الحالة أكون مخالفاً للدين. المحامي: كأنك تكلمت كلاماً بلسانك. الراعي: إذن أبحث عن مخرج آخر. المحامي: أسمع أنك في عنادك تبدو كالبقل، فلماذا لا تتظاهر بأنك بقل، كلما قال لك القاضي شيئاً ما عليك إلا أن تنهق وأترك لي الباقي- أوه عندي ما هو أحسن من هذا – أنت لست بقلاً بل أنت خروف، لا عليك إلا أن تقلد صوت الخروف مأ مأ مأ كلما وجه إليك القاضي الكلام وأترك الباقي علي، ومما سيساعدنا أن محامي المدعي لم يحضر، وأن القاضي أطرش تقريباً وأن اليوم الثلاثاء. الراعي :الثلاثاء! هل ليوم الثلاثاء تأثير خاص دون سائر أيام الأسبوع؟ المحامي: أنا كثير التردد على هذه المحكمة، وأعرف أن القاضي لابد أن يلعب مباراة القولف كل يوم ثلاثاء، ولذلك سيكون مستعجلاً جداً فلا يطيل في مناقشتك، أما خصمك فسأعرف كيف أجعله يخطئ في أقواله، ونكسب القضية. دخل القاضي ووقف الناس إجلالاً عند دخوله وبعض الإجراءات الشكلية، يدعو المدعي لبسط دعواه بأحسن ما يستطيع مادام محاميه لم يستطع الحضور، وبدأ محامي المدعي عليه موجهاً أسئلة ماكرة عن عملية قتل الخروف، هل رأى بعينيه وهل كان الوقت ليلاً، وهل كان القمر طالعاً، ومن إجابات المدعي عليه اتضح أنه كان ينظر من ثقب الباب، وأن الوقت كان ليلاً وليس هناك ضوء، وأن ظهر الراعي كان إلى جهة الباب، ولكنه سمع صوت مقاومة الخروف التي يعرفها جيداً التي يبديها في لحظة الذبح، ويهز القاضي رأسه موجهاً حديثه للمدعي أنت لم ترَ عملية الذبح، ولكنك سمعت صوت خيل إليك أنه نتيجة ذبح الخروف، ولكن ألا يشبه ذلك الصوت ما يحدثه الخروف عند أعطائه الدواء مثلاً، يصر المدعي على أن الصوت صوت ذبح وإن لم يرَ الذبح فيسكته القاضي، وقد ضاق صدره ويدعو الراعي لحلف اليمين، وما أن يبدأ القاضي في تلاوة صيغة اليمين يطلق الراعي العجوز صوتاً بالمأمأة، وكلما أبدى القاضي لهجته وأحاط كفيه بأذنيه ليتبين كلامه، أرسل مأمأة أعلى وعندئذ جاء دور المحامي ليبين للقاضي أن الراعي المسكين فقد عقله، لأن المدعي أتهمه زوراً بعد عمر طويل قضاه في الأمانة والشرف، ويحاول القاضي أن يخرج منه إجابات عن الأسئلة المهمة فلا يظفر إلا بمأمأة والمحامي يضرب كفاً بكف حسرة على موكله المسكين الذي ذهب لاتهام الظالم برشده، ولا يسع القاضي بعد أن ينظر في ساعته مرة أخرى إلا أن ينطق بسرعة برفض الدعوى وتبرئة الراعي وإلزام المدعي بمصاريف الدعوى، وينصرف الناس ويحاول الراعي الانصراف ولكن محاميه يستوقفه ويمد يده إليه قائلاً :مبروك كسبت القضية أعطني بقية الأتعاب، فينظر إليه الراعي نظرة طويلة ثم ينطق بأعلى صوته مأ مأ مأ مأ مأ .. وينزل الستار. مع تحياتي: 0923315760