لم تتوقف المكالمات والرسائل على مواقع التواصل رداً على ما كتبته في عدد الثلاثاء الماضي عن الباوقة ولجانها القاصية، وعن التهميش الذي لحق بمواطني شمال الولاية والضفة الغربية للنيل، وقد اختلفت الآراء مابين مشيد بالمقال وهم كُثر، وبين معاتب ومغاضب عما كتبناه بحجة أننا استقينا معلوماتنا من جهة واحدة دون الرجوع للأخرى، ويقول أحد هؤلاء أننا لم نتفق بل الخلافات مازالت موجودة، متهماً الطرف الآخر بعرقلة أي حلول بغية الوصول إلى لجنة وفاقية.. وأنهم اختاروا لجنة وفاقية لقيادة الحزب بالمنطقة، ولكن تم التآمر عليها حسب زعمه.. وأحب أن أؤكد أننا عندما كتبنا استقينا معلوماتنا من مصادر مستقلة أكدت إجماع ومباركة الجميع لها.. وأن الأخ حسن رئيس اللجنة سعى بالفعل للملمة الأطراف.. واستبعد كل الشخصيات الخلافية ودفع بوجوه جديدة وقيادات شابة.. كما أنه عندما نكتب؛ نكتب بعيداً عن الأهواء الشخصية التي يشهد لنا بها الآخرون بعيداً عن الإنتماءات الضيقة والمصالح الشخصية التي لا نعرف طريقاً إليها. وقد جمعتني مكالمة أخرى بأحد القيادات التاريخية مشيداً بالمقال، وقال إنه وجد تجاوباً كبيراً من كل أهل المنطقة، خاصة فيما يتعلق بموضوع مستشفى الباوقة الذي وصل مرحلة متردية نتيجة الخلافات التي ولدت إشكالات لا حصر لها أقعدت المنطقة.. وأكد أن المقال حرك المياه الراكدة، وأنه سوف تعقبه قرارات حاسمة ستعيد الأمور إلى نصابها.. كذلك وجدت مناشدتنا دعم أبناء الباوقة بقطر الذين ساهموا بإنشاء الصرف الصحي.. لهم التحية.. ومن هنا نناشد أبناء الباوقة بالداخل والخارج للمساهمة في تشييد مركز الحوادث الجديد، ونخص الأستاذ كمال حسن علي وزير التعاون الدولي بدعم مستشفى الباوقة، ومستوصف فتوار الذي سيخفف الضغط الكبير عن المستشفى.. أما أهلنا في شمال الولاية الذين تواصلوا معي عبر (السوشل ميديا) مشيدين بالمقال، أكدوا أنهم مازالوا ينادون بحقوقهم المهضومة في محليتي ابوحمد والبحيرة وغرب النيل من الباوقة شمالاً.. وأنهم يئسوا تماماً من المناشدات، ومن تغول جهات عديدة على هضم حقوقهم.. مما جعلهم يحسون بأنهم غرباء في هذه الولاية، مما تعالت الأصوات تنادي بالخروج من الولاية.. وأكدوا أنهم يضعون آمالاً عراض في الوالي الجديد بتفهم أوضاعهم وإعادة الأمور لنصابها.. وأكدوا أن مطالبهم لاتتعدى ربط المنطقة بشبكة الكهرباء وتحسين الخدمات.. وأكدوا أن حديث الوالي اللواء حاتم الوسيلة نزل برداً وسلاماً وأثلج الصدور متمنين أن ينزل ذلك على أرض الواقع.. وأكدوا أن نائب دائرة ابوحمد التقى بالوالي شارحاً له مشاكل المنطقة، وقالوا نتمنى أن ينهي الوالي معاناة أهل تلك المناطق، وهي مناطق غنية ترفد خزينة الدولة بالعديد من الموارد على رأسها الذهب والمحاصيل.. مؤكدين ثقتهم في الوالي القادم في أنه سينهي معاناتهم الطويلة.. وأكدوا أنها الفرصة الأخيرة متمنين ذلك حتى لا يضطروا لخيارات أخرى.. وكان الوالي قد تحدث حديثاً طيباً وجد الإشادة من حيث التوزيع العادل للثروة، ومراعاة المناطق المهمشة ودفع المظالم عن المواطنين.. وقد خصص ساعات بالفعل لذلك.. وهو ما قوبل بارتياح كبير وسط مواطني الولاية.. من هنا نناشد الوالي الوسيلة بالعمل على إنصاف المهمشين، وأن يضع كهرباء ابوحمد وشمال الباوقة ضمن أولوياته.