ü نزف التهنئة خالصة لاختيار الأستاذ محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة القومية للتلفزيون رئيساً لاتحاد الإذاعات العربية.. ونأمل أن يتمكن في فترة رئاسته من إنجاز اختراقات واضحة لصالح الإعلام السوداني خاصة والعربي عامة بعدما استدار الزمان وعادت رئاسة الاتحاد لبلادنا التي كان لها شرف رئاسة الاتحاد عند نشأته عندما اُختير الخبير الإعلامي الدولي الأستاذ علي محمد شمو لرئاسته.. وحسناً فعل (حاتم) بنقل اجتماعات هذه الدورة للسودان ليتوّج احتفالات التلفزيون السوداني بعيده الذهبي بهذا الحدث الفريد فأتته الرئاسة منقادة إليه تجرجر أذيالها .. ولكن ü كانت الجلسة الافتتاحية تحتاج لضبط أكثر فهي oraumg cer mony والتي يحضرها بطبيعة الحال المدعوون والضيوف وكبار الشخصيات بجانب المؤتمرين وتشتمل على كلمات الترحيب وكلمة الرئاسة (الرئيس أو من يمثله) وتنفض الجلسة الافتتاحية والتي قد تتخللها بعض الأعمال الثقافية أو الفنية كفاصل قصير بين الكلمات وعرض بعضاً من تراث أو فنون البلد المضيف.. ولا أدري إن كان أعضاء الاتحاد العربي قد تركوا وراءهم كاظم الساهر (الأصلي) ليستمعوا (للتقليد) في الخرطوم والتي تقع بين النيلين الأبيض والأزرق. عاصم كان يُقلد كاظم الساهر ولا غادروا الشام بحسانه وزينته ليشاهدوا.. زينة السورية.. وهي تقلّد الغناء السوداني وتتدثر بالثوب السوداني لنقدم لها دعاية مجانية (طويلة) في أعلى وأغلى وقت تشاهده كل القنوات العربية (الأعضاء في الاتحاد على الأقل) ولا هي مطربة معروفة فهي بعد طالبة تتلمس خطواتها على أول الدرج!! فبدلاً من عرض أعمالنا الخالدة آثر القائمون على إخراج حفل الجلسة الافتتاحة على تقديم مسخ مشوّه في وصلة غنائية (طويلة) ثلاثة أعمال غنائية قدّمها عاصم البنا وهو يرتدي زي أهلنا الشكرية الجميل الناصع البياض السابل الساتر فقدّم قصيدة بالفصحى ثم اغنيتين للراحل الكاشف شاركته في تقديمهما البنت السورية (زينة) ولا استطيع أن أقول (الفنانة). üمذيعا الحفل الداخليان الأستاذ محمد عبد الكريم والأستاذ جمال مصطفى (على أقتدارهما) نسياً أنهما يربطان فقرات حفل مراسمي رسمي فاعتمدا التطويل والشرح فيما لا يستحق الشرح وغلبت عليهما طبيعة برامج المنوعات والسهرات الجماهيرية (والطبع غلاب) وتجاوز جمال مصطفى البرتوكول فتحدّث عن مشاعره الشخصية تجاه (زينة) وحاول (تخفيف دمه) وأعلن عن خشيته من أن تصل عباراته (الخفيفة) إلى مسامع (حكومته) بالمنزل!! ده شنو يا أخوانا؟؟ ربنا جاب ليكم فرصة لحدي عندكم تعرضوا بضاعتكم ولأ تعملوها دعاية للبت السورية ؟ واستطيع أن أجزم بأن اختيار عملين من ألحان الكاشف إنما جاء (كرمان لعيون زينة)!! فقد كان بالإمكان إتاحة الفرصة لفنانة سودانية إلى جانب عاصم البنا خاصة والفضائيات ممتلئة حتى آخرها بأننا نُهين النساء.. ولكن هل كنّا سنسمح بظهور فتاة سودانية تكشف شعرها وتتراقص أمام كبار الضيوف والمسؤولين؟ إنّها الحُمرة الأباها المهدي. üصديقي من مراسم الدولة اتّصل بي معلقاً على زوايتي فضائية من ذهب ومحتجاً على فقرات البرنامج وإهدار تلك الفرصة الثمينة في وجود قيادات الإعلام العربي ورجال السلك بالدبلوماسي المعتمدين في بلادنا فقد كان من دواعي تفادي الحرج الدبلوماسي على الأقل أن تقتصر الوصلة على فنانين سودانيين.. والتحية لأميرة الشعراء روضة الحاج التي رفعت اسم بلادنا من قبل والآن. ü الدكتور نافع والدكتور كمال عبيد أعادا المؤتمرين إلى الجادة بحديثهما الجاد عن التحديات الحقيقية التي تجابه الأمة خاصة من الإعلام الغربي الذي يعتمد التشويه واختلاق الأكاذيب لتدمير الإسلام وضرب بنيته التحتية بإغراق شبابه بالمخدرات والجنس وإبعادهم عن جذورهم العقدية والاجتماعية.. وقال نافع إننا لن نفتح بلاغاً ضد مجهول - بل لن نفتح بلاغاً أصلاً فالعدل والانصاف لا يرجى من ظالم.. مبروك ده الكلام. ü تجلى الكرم الحاتمي فكل له من اسمه نصيب.. في استضافة (الآسبو) اتحاد الإذاعات العربية ورد الاتحاد التحية بأحسن منها فاختاروا (حاتم) رئيساً لهذه الدورة وهو اختيار موفق بلاشك.. فدعونا ندعو له بالتحليق في الفضاء اللامتناهي حاملاً معه الرسالة الإعلامية العربية والأفريقية في عصر (المنيوس) والشكر لرئاسة الجمهورية لتكريم رواد العمل الإعلامي العربي يتصدرهم أستاذ الأجيال علي محمد شمو.. بارك الله في عمره وأنسى في أجله حتى يرى ثمار غرسه تفوقاً للإعلام العربي على الطغيان الغربي.. كل من لا يحسن الاختيار يُقال له (متل الديك المابيعرف الوقت).. وهذا هو المفروض