في اليومين الماضيين انشغلنا بأمور« انصرافية» لن تجدي « كثيراً » مثل «باقان وعرمان » !! وأغفلنا الكتابة عن حدث إيجابي تشهده الخرطوم هذه الأيام.حدث أعاد لها ألقها القديم وسيرتها «السمحة» وسط صويحباتها وشقيقاتها «لزم» من المدن والعواصم العربية!! الخرطوم هي عاصمة الصمود والتحدي واللاءات الثلاثة .. ويحفظ التاريخ لها كم ضمدت من آلام وجراح عقب النكسة العربية في حزيران 67.. ü هذه الأيام الخرطوم تحتضن «الأسبو» وهو إسم «الدلع» لاتحاد الإذاعات العربية الذي احتشد اعضاؤه بكل هذه الروعة في الخرطوم يشعرون بالسعادة وهم بين أهلهم في أحضان الكرم والحفاوة السودانية الأصيلة وهي خصال متجزرة لا مصنوعة ولا ممنوعة لمن نحبه ونثق فيه ونحس أنه «مننا» و«فينا». ü زينة اغطيموس هذه الفنانة القادمة من سورية الشام جعلت «القشعريرة» تسري في الأوصال رغم برودة الجو في قاعة الصداقة الدولية الأنيقة والمفخرة وانتزعت التصفيق وهي تتغنى مع عاصم البنا برائعة الكاشف والسر أحمد قدور أرض الخير وفعلاً السودان هو أرض الخير وسيظل كذلك مصدر خير ببعديه العربي والأفريقي!! الآن عندما يتسلم محمد حاتم سليمان رئاسة هذا الاتحاد العربي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به السودان فكأنه يرجع بنا إلى التاريخ المجيد لهذا السودان الذي بادر مع أشقائه العرب بتأسيس هذا الاتحاد في الخرطوم عاصمة الصمود في العام 1969 وتقلد علي شمو رئاسته كأول رئيس له. والمسألة تجعلنا نشعر بالفخر وربما ببعض الألم ونحن نشهد تراجعاً لنا في كثير من الأدوار ولكننا مع ذلك نقول إن مثل هذه التظاهرة وبمثل هذا الإعداد والتنظيم الذي نال إعجاب هذا الحضور وهو حضور نوعي ويمثل قادة الإعلام العربي يجعلنا نقول لكل أهلنا في السودان القديم بأننا سنمضي للأمام مهما كثرت المؤامرات والابتلاءات وإننا نملك كل المقومات التي تؤهلنا للريادة وللفعل «الايجابي» والحي وسط أمتنا والعالم من حولنا!!. ü نحن على ثقة بأن الخرطوم ستعطي ل(الأسبو) دفعة من نوع خاص لتحقيق أهداف الرسالة الإعلامية العربية والأفريقية لخدمة قضايا الأمة عبر هذه الوسائط الإعلامية المزودة بكل هذه التقنيات الهائلة والتي تعرف ماذا تحمل .. وماذا تريد من هذه الرسالة الإعلامية التي يحتشد بها الفضاء الخارجي من حولنا. و ستظل الخرطوم قوية وعصية على الانكسار مهما كثرة المؤامرات وتطاول ليل الاستهداف فهي «الخرطوم بالليل» للسودان ارض الحضارات والمجد والشمس المشرقة.