كثيراً ما نتعامل في حياتنا اليومية مع أشخاص (يرفعون ضغط الدم بناطحات السحاب)، تجد أشخاصاً كالأنعام، بل هم أضل، إذ لا يمكن أن تستقل إحدى المركبات وتجلس بالقرب من شخص يتفنن في إزعاجك بالتجسس (والمتاوقة) لتلفونك الشخصي وأنت تكتب في رسالة لأحد الأصدقاء، أو التصنت على المحادثة ومعها نظرات فاحصة، فينتابك حينها إحساس بلطمه على وجهه ليتوب توبة نصوحة من ذلك (الحشري) أو ينتابك شيء من مشاركة الماضي لخواطرك فتطلق لخيالك العنان انفعالاً بتلك اللحظة (المسروقة) من زحمة الحياة، فيسألك أحدهم أنت (مالك سارح مع غنم إبليس.. ياخي بتفكر في شنو، خليها على الله)، ويعاجلك بأرتال من النصائح والهمهمة فتطير اللحظات الجميلة لخلوتك مع نفسك وتضطر تحلف (بجميع الكتب السماوية ما عندك شيء، وما شايل هم) دون فائدة. تحتاج نفوسنا كثيراً للركون بأشيائها ويمكن لنا استلاف شخصيتنا والتحدث إليها في لحظات بعينها تحت قانون لا يقبل القسمة إلا على نفسه، وحينما نحقق هذه الدالة على (الجنون) وذهاب العقل لمشوار قد يستغرق ساعات أو أيام يتهمنا المراقبون بأننا (نحتاج لطبيب نفساني لأننا بقينا نتكلم برانا) ولا يدري هؤلاء المراقبون المقربون أننا نهتدي لأنفسنا بمحاسبتها أو مشورتها دون مجاملة في قرار شخصي يقتضي أن نتحدث بأفواهنا وأيدينا وإن لزم الأمر (تدي روحك كف تأديباً لها) لعدم انصياعها لقرارك (وتدور الشكلة جواك) تنتهي بأمرين، إما التجاني الماحي لعدم حضور عقلك في الزمان المحدد من ذاك المشوار، أو تكبيلك بأصفاد ذلك الشيخ الذي تمثل له مساً شيطانياً، يحاول جاهداً تخليصك منه بالضرب المبرح (بسوط العنج) كدا حشرية منه بينك وبين ذلك الوهم (المس) الذي حشرك في ذلك المنزلق. *سوسنة حشرية مني كدا سألت الفتاة عن الذي كان يقف معها في محطة المواصلات، هل هو خطيبها.. طلع فعلاً كدا وصدق حدس حشريتي.