كثيراً ما تحتاج نفوسنا لوقفة صادقة معها بمد يد العون لحظة توهان لمشاورتها باستلاف شخص آخر (لفك رموز الحيرة داخلنا) مما يجعلنا نحدث أنفسنا ونفكر بصوت عالٍ لإقناعها بفكرة ما، رغم تشبثها بموقفها المضاد نحو تلك الفكرة، متمنين أن تتفق النفسين على كلمة سواء ليظهر إطار الفكرة دون تشتيت ذهني. فنحن كثيراً ما نصاب بتخمة الهموم التي تتقاذفنا وتقصف بنا رياح الهوان، وترمينا في بحر من السخط بين مد الحقيقة وجزر الكذب، لنرى دربين مختلفين في المحتوى والمعنى، إحداهما يقودنا مباشرة الى نفق نهاية تقوى الله، واتصالات علية بعد الإيمان بتيسير أمورنا، والآخر يقودنا الى هوى النفس، مما يوقعان في المحظور قولاً وفعلاً فتجد هايمين على وجوهنا، حيارى تائهين رغم إظهار عكس ذلك، ويبقى في النفس شيء من لو (الملاواة)، هنا ما أحلاها حيث تظهر لنا في الشوكي وعدم الرضا، فمهما تعالت قصورنا ونهلنا من العلم مراتب العليين، تجدنا غير راضين عن ذاك العقل وتلك الراحة، فهناك شيء دائماً ناقص، ولو توفرت لنا كافة وسائل الراحة، تجدنا نرجوها في حلم بعيد فتخرج من الدنيا بتوليفة متقاربة رغم اختلافها في الظاهر، فلو آمنت نفوسنا واقتنعت لوصلنا لمصاف السعادة ولو بدرجة قليلة، ولتبدلت آهاتنا وحسراتنا من زفات حري لشهقات راحة ورضا، واختلاف نفوسنا إنما هو اختلاف مواقف بين القفز على المصاعب والمصائب، برغم عظم شأنها أو الاستسلام للمشكلات البسيطة، مما يجعلنا نقف عندها حائرين، عاجزين عن حلها مما يزيد أشياءنا بعثرة. سوسنة إذا حار أمرك في شيئين فخالف هوى نفسك