برعاية وزارة الثقافة الاتحادية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم انطلقت مساء أمس الجمعة بحدائق المتحف القومي فعاليات أماسي الخرطوم الموسيقية والتي تستمر يومياً حتى مطلع العام القادم تحت شعار (وحدة الوجدان) وكانت ضربة البداية بمشاركة الموسيقار محمد الأمين والموسيقار د. الفاتح حسين ويعتبر برنامج أماسي الخرطوم الموسيقية تمهيد لقيام مهرجان الخرطوم الدولي العاشر للموسيقى والمقرر له أكتوبر من العام القادم بعنوان (وطن واحد وجدان واحد) آخر لحظة استطلعت عددا من المطربين والموسيقيين لمعرفة رأيهم في قيام مثل هذه المهرجانات الموسيقية والفائدة التي يمكن أن تنعكس منها على الساحة الفنية التي تعاني من الركود والكسل الفني لسنوات طويلة فكانت هذه الحصيلة : في البداية أشار الموسيقار محمد الأمين الى أنه تمنى أن تحدث هذه المبادرة من اتحاد المهن الموسيقية ولكن جاءت من وزارة الثقافة باهتمام مباشر من السيد الوزير شخصياً وأكد ود الأمين أن هذا البرنامج يعد تنشيطاً للساحة الفنية خلال 13 ليلة متواصلة تمنحنا فرصة لتحديد واختيار ما نقدمه في مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى فأنا شخصياً استعد لتقديم عدد من الأعمال الجديدة في بداية العام القادم. من جانبه تمنى العندليب الفنان زيدان إبراهيم أن يكون برنامج أماسي الخرطوم بصورة سنوية لأنه ظاهرة صحية تربط الجمهور بالحركة الفنية ويجب أن تضاف إليه ورش لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التظاهرة ولأول مرة نشاهد مشاركة الفرق الموسيقية التي اعتبرها الأميز لأننا في أمس الحاجة إليها خاصة بعد ظهور العديد من المواهب في هذا المجال التي يجب علينا تشجيعها والوقوف معها مثل عثمان محي الدين ساحر الكمان ويجب على الدولة رعايتهم لأن هذا الجانب فقدناه بعد رحيل العديد من عمالقة الموسيقى وثمن العندليب برنامج أماسي الخرطوم وقال: هذا البرنامج يشجعنا على السطوع وتقديم أعمالنا الجديدة ونحيي الدولة على مثل هذه المهرجانات التي تحقق لنا فائدة كبيرة وتلفت أنظار العالم إلينا بالإضافة الى أنه يوضح الجزء الخفي لقضايانا الفنية خاصة وأننا في السودان نتخاطب بلغة الموسيقى بصورة فاعلة. وتأسّف الفنان الدكتور عبد القادر سالم على عدم وجود مهرجان موسيقي راتب بالبلاد وقال عودة مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى عمل رائع جدا ونرحب بعودته مرة أخرى ونتمنى أن يكون بوابتنا للعالم الخارجي وأشار د. عبد القادر الى أن برنامج أماسي الخرطوم له العديد من الفوائد منها انخراط الموسيقيين والأصوات الفنية في تمارين وبروفات مكثفة لأعمالهم الجديدة ويدعم فكرة الموسيقى البحتة التي يجب أن تجد الرعاية والدعم ومنابر العرض ونتمنى أن توفق أماسي الخرطوم والتي تعتبر بمثابة قيدومة لمهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى في تقديم أغنيات تثير الاهتمام والانتباه وتجد القبول. وأكد الفنان شرحبيل أحمد أن برنامج أماسي الخرطوم عمل جميل جدا ورائع وذلك لأنه يحرك الساحة الفنية التي تعاني من الركود وينشطها حتى تعود كما كانت عليه سابقا واعتبر أن هذا يبشر بعودة قوية لأنماطنا الموسيقية المتعددة ويساعد المطربين على النشاط والحيوية من خلال إنتاج أعمال جديدة استعدادا لمهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى لذلك أتوقع أن تكون الأماسي لفت نظر للمشاركين لتقديم أعمال جديدة . وأشار الموسيقار حافظ عبد الرحمن إلى أن وزير الثقافة أحسن الاختيار في إعادة مثل هذه البرامج فقديماً كانت تشارك فيها الفرق الأوربية مع السودانية وكان ذلك في أوائل التسعينات من القرن الماضي وكان لها أثر كبير علينا كموسيقيين لأننا كنا نشترك معهم في ورش عمل تواكب تطور الآلات الموسيقية واستخداماتها ونقلوا لنا الثقافة الموسيقية الأوربية مباشرة ولا أنسى الموسيقار الانجليزي (ليس ويس) الذي أهداني الفلوت وطلب مني مشاركته في حفلاته العالمية ونحن الآن في حالة انغلاق استمرت لفترة طويلة عما يدور في العالم باستثناء متابعتنا من خلال وسائل الاتصال المختلفة والتي لا تسد حاجة الفنان للحوار والمعايشة المباشرة وأكاد أجزم بأن معظم قطاعات الشعب السوداني الآن تستمع للموسيقى العالمية والأوربية الأمر الذي ساعدهم على تلمس التذوق الصحيح للموسيقى العالمية وبالتالي تتبع تطور الموسيقى السودانية من خلال هذه المعطيات لذلك أنا سعيد جداً بإعادة مهرجانات الموسيقى الدولية بالبلاد والتي كانت تعم كل أرجاء الوطن لخلق حركة نشطة في تتبع وتلمس منتوج هذه الفرق الموسيقية.