الأب فيلوثاس فرج ظاهره قلَّ أن تتكرر في المجتمع المسيحي السوداني، فهو رجل دين غيور على عقيدتة، خدم كنيسته (الشهيدين) اسم على مسمى (زهرة الكنائس)- كما يحلو له أن يسميها- الأب الإنسان فيلوثاوس يملك قلب طفل صغير، تغلب عليه العاطفة والأبوة والحب والحنان دائماً، فهو كثير السؤال من حال أبنائه من أبناء الطائفة وخارج الطائفة، محب للجميع، عفيف اللسان، سريع البديهة، قوي الشكيمة والإرادة، متمكن من اللغة وتعابيره تدل على ذلك، حتى وإن كانت تورية. ظاهرة ظهرت على السطح بقوة في عصر الإنقاذ، وخلال تلك الفترة عبر بالطائفة الكثير من المحن والأمواج التي كانت قوية، ولكن بقدرته وملكته وقلبه المحب عبر بالجميع الى بر الأمان، وكان تسليمه الى الله كمقولة (عندما سلمنا صرنا نحمل). الأب فيلوثاوس نجده في كل مكان، الأفراح الأتراح المناظرات الفكرية والعلمية، نجده في كثير من المناسبات العامة بالجامعات والمعاهد العليا، ودواوين الحكومة والقصر الجمهوري، وكأن هذا السودان الكبير هو عبارة عن بيته يتنقل فيه من موقع الى موقع بحرية كاملة. يتعامل مع الجميع بالتواضع والمحبة، ويفرض عليك احترامه بشخصيته الاسطورية الفذة البسيطة، فهو دائماً مبتسم وبشوش سريع البديهة، يعلق بكلمات بسيطة ولكنها عميقة. خدم الكنيسة والمجتمع والإنسانية، ولم ينتظر رد الجميل، فكان يتفقد الكبير والصغير ويسأل عن الجميع دون كلل أو ملل، وفي محبة تحرجك متى ماحل في مكان تشعر بأن الجميع قد تغيرت ملامحهم، فالإبتسامة دائماً شعاره، الأب فيلوثاوث كاتب ومفكر وأديب وناقد، كل هذا بجانب أنه رجل دين واجتماعي من الطراز الأول، له كثير من المشاركات في المجالات الاجتماعية والرياضية والعلمية والفكرية والسياسية، لم تجد مجالاً إلا وقد أوجد فيه بصمته.. لهذا فهو اسطوره وظاهرة من الصعب أن تتكرر مرة أخرى في مجتمعنا السوداني. أرَخ لتاريخ الأقباط بالسودان، فكانت كتاباته جزءاً من المكتبة السودانية، وله مقالات عديدة لاتحصى وإجتهادات متميزة، تمكن من افطارات رمضان التي تقام سنوياً بالمؤسسات القبطية في السودان أن يجعل من هذا الإفطار مناسبة للتلاقي والإخاء، وكانت كلمته التي يلقيها تلقي إستحسان الجميع باختلاف آفاقهم ومشاريعهم. وقد افتقده عدد مقدر من أحبائه في الفترة الأخيرة.. كل هذا ومن خلال نشاطه المجتمعي والسياسي المميز استطاع أن يجعل من شخصه الكريم رقماً في تاريخنا المعاصر، لا يمكن أن يتجاوزه أحد في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، شاء من شاء وأبى من أبى، يمتلك الشخصية القيادية المثلى فهو ربان سفينة ماهر مهما تلاطمت بها الأمواج، يستطيع بصلابة وإيمان بربه أن يصل بها الى بر الأمان. دخلت المنتدى فلا العراب موجوداً. تماماً كمقوله: دخلت البيت لا مرثا بساحته ولا مريم فمن للرب في البيت وكيف إذا أتى يخدم ومن يهفو لمقدمه ومن يجري ومن يبسم ومن يرنو لطلعته ومن يصغى ومن يفهم ومن لكلامه يشدو طول الليل أو يحلم بقلم الأختصاصي الدكتور نادر سعد رياض مستشفى امبريال