لا أعرف متى عاد السيّد حاتم السر مرشح الرئاسة «السابق» والناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي من إقامته التي طالت في لندن .. وبالمناسبة واحدة من أهم أسباب انخفاض شعبية السيد محمد البرادعي مرشح الرئاسة في مصر وعزوف الناس عنه هو أسفاره الكثيرة ومكوثه طويلاً خارج وطنه وبعيداً عن شعبه الذي يُريد أن يحكمه!! فالشعوب دائماً فطرتها «سليمة» وكل الشعوب عندها حساسية شديدة إزاء كل ماهو أجنبي وتكره أيضاً أي «جنسية مزدوجة» فالله واحد.. والوطن واحد.. والولاء «واحد».. لا يتجزأ ولا ينقسم ولا يتبدّل.!! وهو أيضاً يشبه قولنا عندما كنّا صغاراً ولنا فتنة بلعب «البلي» لا «ينزح» ولا «ينقل» وما تحصلوا أي حاجة!! وبعد داك لو عايز تلعب ألعب!! المُهم نعود لموضوعنا الأساسي وعودة السيّد حاتم إلى دنيا التصريحات «الشتراء» والتي في رأيي لا تخدم الأجندة الوطنية في شيء. السيّد حاتم قال على خلفية زيارتهم للصادق المهدي وهم في وفد عالي من «الختمية والاتحاديين» قال إنهم في تضامن مع حزب الأمة وفي حالة وقوف - أظنه متكرر - معهم في خندق واحد دفاعاً عن الحريات والحقوق!! يا سيد حاتم حيرتنا!! مولانا قبل يومين وقف في خندق واحد مع البشير - وهسع إنت وجماعتك في خندق تاني مع حزب الأمة!! يا أهلنا الاتحاديين أقيفوا لينا مرة واحدة في خندق واحد!! في جهة أخرى الوفد قال إن تصريحات مولانا تم تحريفها وفي ذات الوقت قال مدير مكتب الختمية إن مولانا متمسك بنهج والده الذي نادى بالجمهورية الإسلامية!! طيب يا أهلنا يا وفد الختمية ماهو الفرق بين مباركة مولانا لخطاب البشير في القضارف وتمسكه بنهج والده؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هل وقوف السيد حاتم مع حزب الأمة في خندق واحد بأنه سيقوم بتسيير مسيرات ومواكب عبثية وعدمية!! في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد وعندما تضايف «الشرطة» مسيرتهم يلوذون بمستشفى بحري ويقلقون مضاجع المرضى!! ثم لا نجد نتيجة أو أثراً على أرض الواقع!! أعجبتني أمس لغة السيّد باقان في مناظرة التلفزيون فقد كان الرجل يصر على الحديث عن الجنوب والجنوبيين ولا يذكر الحركة الشعبية في حديثه بتاتاً الآن حاتم السر يتحدث بلغة «الأجندة الحزبية» ومعه حزب الأمة وواقع الحال يقول إن الحديث الآن إما شمال أو جنوب!! وما عدا ذلك فهو تهريج سياسي لن يُقدّم أو يُؤخر شيئاً في المسألة السودانية!! أخشى ما أخشاه ان يقول غداً حاتم السر بأنه في خندق واحد مع الحركة الشعبية وكلنا بتنا نعرف ماذا يعني هذا الخندق..