قبل شهور كنا في جولة قصيرة أشبه «بالرحلة» حول تخوم العاصمة. كنا نمتطي ظهر بص سياحي أنيق والنسمات تهب عليلة والمجموعة المسافرة أغلبها من زملاء المهنة وبعض الشخصيات السياسية الفاعلة. في مثل هذه الأجواء «الربيعية» تحلو الونسة و«الدردشة» والتي في طابعها العام لا تخرج من ساس يسوس. ü جاري في المقعد المجاور صديق اتحادي قديم سألته عن رؤية حزبه للمشاركة قال لي إجابة مختصرة مولانا سيتخذ قرار المشاركة بمفرده وسيردد من حوله شعارات سياسية لا تقدم أو تؤخر في المسألة!! ü ومثل هذه الشعارات وجدتها بالضبط في حديث الأستاذ حاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي لرئاسة الجمهورية « لصحيفة الحوادث» أمس فهو من ناحية يقول إن المشاركة تهدف لتغيير الأوضاع في السودان ومن الناحية الأخرى من نهر «الشعارات الاتحادي» يقول إن المشاركة جاءت استجابة لضغوط عربية وأفريقية تتخوف من ارتباطات النظام بمنظمات إرهابية وجماعات الإسلام السياسي!! الغريب في الأمر أن واحدة من هذه الدول التي قال حاتم إن الحزب الاتحادي استجاب لدعوتها هي دولة الجنوب أي أن السيد حاتم السر يريد أن يقنعنا بأن الذي فشلت فيه الحركة الشعبية عبر وزرائها الذين فاقوا العشرين وزيراً ومعهم جيش جرار من الوزراء والدستوريين في الولايات وفي مواقع أخرى من الدولة كل هؤلاء لم يستطيعوا فعل شيء للمؤتمر الوطني والآن يأتي 3 وزراء اتحاديين وفي مواقع هامشية ليحققوا لحاتم التغيير الذي ينشده!! أليست هذه الشعارات بعينها!! ونذهب لناحية ثالثة من نهر الشعارات فهو يقول إنه حزين وضد قرار المشاركة الذي اتخذه مولانا الميرغني وفي ذات الوقت يقول (حاشا لله أن يأتي يوم اختلف فيه مع شيخي ورئيسي يقصد الميرغني طبعاً. ولمولانا في عنقي بيعة لا أحول عنها ولا أزول إلى يوم الدين. طيب يا حاتم ماهو الفرق بينك وبين أي عضو في المؤتمر الوطني له بيعة في عنق البشير إن أصاب أو أخطأ!! إذن. ماهو لزوم ربطة العنق والكلام الكثير عن الديمقراطية والشارع السوداني والتغيير!! نفذ يا أخي الكريم كلام الميرغني في المنشط والمكره!! وبلاش «بري» ووجع دماغ وكلام كبير!! ü مثل هذه الشعارات هي التي أوردت الديمقراطية الثالثة موارد الهلاك كما أنها لن تضيف شيئاً للديمقراطية القادمة التي هي ضد الطائفية سواء كانت سياسية أو دينية أو قبلية!