رغم حرصي التام على الاهتمام باثراء الثقافة الوقائية بتنمية وتعميق الوعي عبر الرسالة الإعلامية الأمنية، إلا أن المستجدات والتحديات وما يمر به الوطن من مهددات يدفعني للمشاركة في هموم الوطن بدون تحيز أو تحزب أو محاباة أو مجاملة، لأن الوطن في حدقات العيون، وهو وطننا جميعاً والهم هم الكل، ولابد من تفعيل أطر المشاركة الموضوعية في معالجة قضايا الوطن، خصوصاً وأن الساحة هذه الأيام حبلى بالمشاحنات والمتناقضات والمكايدات وتصفية الحسابات، عبر تبادل الاتهامات والكلمات والعبارات، التي تزيد من هموم الوطن والمواطن، غير عابئين بالتحديات والمخاطر والمستجدات، التي إن حدثت لن يسلم منها أحد، وتتحمل كافة الأحزاب السودانية بدون استثناء ضياع الوطن وما تؤول اليه حالة الوطن من اخفاق ومآلات.. والسؤال المهم الذي يجب أن يعلو على كل التجاوزات والاتهامات والمشاحنات هو هل ما تشهده الساحة من تراشقات وتهديدات وانفعالات وعناء هو في صالح الوطن والمواطن؟ وهل هي السبيل لحماية الوطن وأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه؟ الإجابة بكل صراحة ووضوح لا وألف لا، لأن الوطن يحتاج لتعاون الجميع وتكاتف وتآلف الكل ويحتاج لمعالجة موضوعية بالتحاور والتفاكر لا بالتناحر.. يحتاج لصبر وطولة بال، لا تشدد ولا تعصب ولا انفعالات، وعلام الانفعال والتحدي وتضييع الوقت فيما لا يفيد والمواطن المغلوب على أمره، يتابع القنوات والإعلام المقروء والمسموع بلهفة واهتمام، لعله يسمع ما يثلج الصدر ويفتح النفس، لابد أن يعي الجميع بأن للوطن علينا حقاً، وأن الجميع مطالبون بالوفاء لهذا الوطن، بالتعاون والتحاور والتفاكر والاخلاص والصدق والموضوعية، والبعد عن (الأنا) بتفعيل جهد الجميع، وتأصيل قيمنا وعاداتنا ومثلنا وتقاليدنا الطيبة، لتجاوز التحديات والجميع قادرون بإذن الله متى ما صدقت النوايا، ومتى أزيح الشيطان والتعصب الأعمى، والإصرار على لقاءات التحاور والجهود التي تبذل من قبل الأشقاء في دولة قطر الشقيقة، والدول العربية، والدول الأفريقية، وكل الخيرين من الدول الصديقة، لابد أن نرتفع لمستوى الأحداث لحسم ما نعانيه بعيداً عن الحساسيات وتصفية الحسابات والمشاركة الفعالة في كل ما يحقق أمن الوطن والمواطن وسلامته بعقلانية وشفافية وأمانة، ولابد من التعالي عن بعض الصغائر والتنازل أيضاً عن بعض الشروط، والحرص على الوصول لحلول، وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ولابد من احترام الرأي والرأي الآخر، ولا ننسى أن للمواطن صوتاً يجب أن يحترم، ورأياً يجب أن يؤخذ به، فالوطن للجميع ويحتاج لعطاء وجهد ومشاركة الجميع، والكل مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن أمنه واستقراره وازدهاره، وهذه دعوة لتفعيل أطر التحاور والتشاور والتآزر ونبذ المشاحنات والمكايدات، وتصفية الحسابات من أجل الوطن وأمنه واستقراره، والمواطن وسلامته، وهذه مسؤولية جميع الأحزاب في الحكومة والمعارضة والله يوفق الجميع لما فيه خير الوطن واستقراره وازدهاره.