جدودنا زمان وصونا على الوطن.. كلمات لها دلالاتها وأهميتها ومغزاها وتبعاتها.. كلمات تعبر بكل صدق عن مشاعر الحب والوفاء للوطن، وضرورة توريث حبه لجميع أفراد المجتمع.. فالأوطان غالية وعزيزة على النفس، وأمنها واستقرارها أمانة في أعناق الجميع، خصوصاً الساسة وقادة الأحزاب، وكل من وهب نفسه وحياته وخبرته ورغبته لخدمة الوطن.. وحين وصانا الجدود والآباء على حب هذا الوطن المعطاء.. سودان العزة والوفاء، سودان المحبة والإخاء، الوطن الغالي وشعبه الغالي.. هذا الشعب الطيب المثالي العملاق الذي أدهش العالم أجمع وأثبت بالبيان وبالعمل طيلة مسيرته التاريخية القديمة والحديثة، أنه شعب عملاق، وأنه فوق التحديات، ويعي تماماً ما يريد، وما يجب أن يكون تمثل في العديد من المناسبات، والتحديات، والاتفاقيات، والمصالحات، والانتفاضات، والانتخابات، شعب أكد بكل صدق وشهامة وشجاعة وأمانة حسن النوايا وسلامة التفكير ومسالم.. مسالم لمن؟ لبني جنسه من مواطني السودان العملاق.. لم تفرقهم الحزبية ولا تباين المواقف، ولا تعدد المنابر السياسية، ولم تؤثر فيهم الاحتقانات والمشادات غير المسؤولة التي لا تصب في مصلحته، ولا مصلحة الوطن، ولا استقراره، ولعله من المناسب أن نذكر جميع الأحزاب السودانية بدون استثناء أننا شعب واعٍ ومستنير ونقيِّم الأمور، ويعي المواطن جيداً برامج كل حزب، ورؤية كل حزب، ويعي واجباته تماماً، وأكبر دليل على ذلك هو هذه الصفوف أو الطوابير أمام باعة الصحف اليومية في العديد من الطرقات داخل العاصمة الخرطوم للاطلاع على العناوين الرئيسية للصحف الصادرة، مشهد نراه كل يوم وفي كل مكان، وقل أن تجد مواطناً لا يحمل صحيفة، وهذا دليل تطور وثقافة وسعة اطلاع.. وشعب بهذه الصفات وهذا الاطلاع وهذا الكم من الذكاء يجب أن يُحترم، وأن يجد حظه من الجميع بدون مزيدات، أو إملاءات، أو تراشقات حزبية، أو فئوية أو شخصية، ويجب أن نلتزم بمعايير الأخلاق المهنية، والوظيفية، والسياسية، والثقافية، والإعلامية، والدينية، والوطنية، وننأى بأنفسنا عن العناد والإصرار والأنا، حتى تستقيم الأمور فلا أحد يعلو على الوطن وسلامة الوطن مهما كانت منزلته، لأن الدوام لله عز وجل، وليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، ولكن تبقى المُثل والمواقف الطيبة والقرارات الحكيمة شاهداً على القادة والمسؤولين ومتخذي القرار، أياً كان سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً أو عسكرياً أو اجتماعياً، فالنجاحات والانجازات هي الباقية، وهي الشاهد الأوفر للجميع، ولا نرى ما يمنع التحاور والتفاكر والتشاور في أمر الوطن ومستقبله وإزدهاره، ولا نرى ما يمنع المزيد من التنازل والاحتكام للمصلحة العامة لمصلحة الوطن، والمواطنة وأمنه واستقراره، ولا نرى ما يمنع الوصول لاتفاقية تبنى على المصلحة العامة، لا على المصلحة الحزبية الضيقة، لأن الوطن للجميع ومسؤولية الجميع، وكل مواطن يعي جيداً واجبه، وكل شخص على يقين بمن يحظى بثقته، وهذا ما أكدته مسيرة العمل الحزبي والعسكري والديمقراطي، لذا فالخيار أولاً وأخيراً لجميع أفراد المجتمع، ونؤكد على المتابعة والرصد والتأكد من المصداقية وحب الوطن والحرص عليه بعيداً عن المصالح الذاتية الفانية والوعود البراقة.. وبكل أمانة ومسؤولية اعتقد بأن المصداقية والنزاهة والرغبة الجادة في خدمة الوطن والمواطن، وتوفير سبل العيش الكريم له، وإحداث طفرة لاحتواء التحديات، وإحداث طفرة اقتصادية وزراعية وصناعية وفق استراتيجيات قومية، وخطط عملية وتنفيذية تتجاوز الوعود والأمنيات، هو عمل مطلوب ومرغوب فيه، وتحقيق رفاهية المواطن وازدهار الدولة هي مطالب وغايات لا غنى عنها، وهي المحك، ولابد من توظيف كافة الخيرات والإمكانات التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى، والتي يمكن أن نجعل من بلدنا سلة غذاء العالم، فضلاً عن الكنوز التي تحت الأرض من ذهب، ومعادن، وبترول، ومياه، وملايين الأفدنة من الأراضي الصالحة للزراعة ومياه النيل.. نحن في حاجة ماسة لطفرة نوعية في هذه المجالات لتوفير حياة أفضل، واستقرار أشمل عبر شراكة حزبية ومؤسسية، وتنفيذية ومجتمعية، عبر رؤى علمية وعملية معاصرة وفلسفة إدارية ومهنية وفنية فعالة، تؤمن بأهمية العمل المشترك، والابداع والانجاز، والعطاء، بعيداً عن الحساسيات والمشاحنات وتصفية الحسابات، لأن الوطن فوق الجميع، ويحتاج لجهد وعطاء الجميع بدون استثناء معارضة وحكومة ومواطنين، فالوطن يعلو ولا يعلى عليه وياهو دا السودان.