من منطلق حقوق الوطن علينا والحرص على المشاركة الطوعية عبر الكلمة الصادقة كمواطن، فيما يحقق طموحات الدولة، ويدفع بالجهود الحكومية والوطنية والحزبية للوصول إلى رؤى وطنية مشتركة، لرأب الصدع وإصلاح ذات البين تحت رايات الأمن والأمان والمحبة والوفاء، وإشراقات الاستقرار والإزدهار، فالكل حريص على هذا الوطن المعطاء، وهو يعلو ولا يعلى عليه، وللحقيقة والأمانة والتاريخ لا يمكن أن ينكر أي شخص النجاحات التي تحققت عبر السنوات الطوال من عمر الوطن منذ الاستقلال وحتى اليوم، وهذا نتاج حب الوطن وأصالة المواطن وارتباطه بالوطن الذي ترعرعنا جميعاً على أرضه وتحت سمائه، وبهذا المفهوم نشيد بكل من يوفقه الله سبحانه وتعالى في خدمة الوطن سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو صحياً أو تعليمياً أو تربوياً أو زراعياً أو تعدينياً أو بترولياً أو إعلامياً أو ثقافياً أو حزبياً أو استثمارياً وغيرها من المحاور.. فالكل موضع الاعتبار والتقدير لأن خدمة الوطن شرف وأمانة ومسؤولية، ومن الطبيعي أن تتفاوت النجاحات والانجازات بين فترة وأخرى أو حكومة وأخرى، رغم حرص الجميع وكل فرد في مجتمعنا الواعي الذي يعي حجم النجاح لكل فترة حكم، ولا ينسى انجازات الأحزاب التي حققت الاستقلال ورفعت رايات الاستقلال والحرية والنضال في سماء الوطن الغالي، ثم واصلت مسيرة العمل الوطني، ثم تلتها حكومات ديمقراطية واصلت المسيرة وحققت العديد من النجاحات ثم تلتها حكومات عسكرية، حققت أيضاً العديد من النجاحات والانجازات في المجالات الاقتصادية والزراعية والصناعية والتعليمية والصحية والعسكرية والأمنية والاستثمارية والعمرانية، وفي مجال البترول والتعدين وغيرها من متطلبات التنمية المستدامة والنهضة الشاملة، ومع هذا الكم من النجاحات التي تطرقت اليها لم تسلم الحكومات المتعاقبة على حكم السودان من بعض الاخفاقات، وكل حزب أو حكومة تعلم جيداً فيما نجحت وفيما أخطأت أو أخفقت، وهذه حقيقة لا جدال فيها، والمهم هو الحرص على معالجة الأخطاء وتصحيح المسار ومعالجة السلبيات، والحرص التام على دعم الايجابيات والنجاحات، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التعاون وتضافر الجهود والنظر بموضوعية ومسؤولية وأمانة لما يجب تحقيقه، وما يجيب تصحيحه، وما يجب تعميمه، وما يجب التشاور والتفاكر بشأنه، فالكل مسؤول أمام الله وأمام الوطن والمواطنين من تحقيق المزيد من الأمن والأمان والمزيد من التنمية، لابد من تفعيل أطر التعاون والتواصل والمشاركة الفعالة التي تُبنى على الإحترام المتبادل والحرص المشترك على أمن ونماء ورخاء وطن الآباء والجدود، واستثمار القيم النبيلة واعتماد ثقافة الوفاق والمشورة، وقيمنا وصفاتنا الحميدة المتمثلة في حب الوطن والشهامة والرجولة والمحبة والإلفة والمصداقية، وهي سمات طيبة وصفات كريمة حبانا بها الله سبحانه وتعالى، ويجب استثمارها والحرص على تفعيلها ضمن منظومة العمل الوطني، وثقافة التحاور والتشاور والتفاكر لخدمة الوطن والمجتمع والمواطن في شراكة وطنية تبنى على حب الوطن والاحترام المتبادل واحترام الرأي والرأي والآخر، ونقول لمن أحسن أحسنت ونتمنى المزيد وننصح من لم يحالفه التوفيق، فالواجب الوطني يتطلب من الجميع المشاركة بدون انفعال وبهدوء وأمانة ومصداقية، وبعيداً عن التعصب الذي لا يصب إلا في مصلحة الأعداء، ونتساءل علام الانفعال والتعصب وبذر بذور العناد والكراهية طالما أن الوطن هو غايتنا، وطالما أن الوطن هو هدفنا وطالما أن صلاح الوطن وتقدمه هو غايتنا جميعاً؟ نأمل من الجميع معارضة وحكومة وأحزابا وحملة سلاح النأي عن كل ما يعرض الوطن للخطر والمواطن للضرر، كلمتا الخطر والضرر نريد إبعادهما عن ثقافة الحوار، واستبدالهما بحب الوطن والتفاني في خدمته بأمانة واخلاص، لأن الوطن يعلو ولا يعلى عليه، وأن نحرص على المصلحة العليا بتوفير كافة متطلبات التعاون والتآلف، وننأى بأنفسنا عن محاور الإصرار والعناد، ونضع الوطن فوق كل الصعاب والتحديات وصولاً للمزيد من النجاحات والانجازات عبر شراكة حكومية وحزبية ومجتمعية بناءة وفعالة.. ونسأل الله التوفيق.